Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 150-150)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ألم يقل أبو سفيان : " لنا العُزَّى ، ولا عُزَّى لكم " ، فقال لهم النبي قولوا لهم : الله مولانا ولا مولى لكم ، وعندما قال : يوم بيوم ، أي يوم أٌحد بيوم بدر ، الحرب سجال . فرد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال : لا سواء ، أي نحن لسنا مثلكم قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار ، فكيف تكون سواء وكيف تكون سجالاً ! ؟ { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ } [ آل عمران : 150 ] ونفهم قول الحق : " خير الناصرين " أي يجوز أن يوجد الله بشراً كافرين أو غير كافرين وينصروكم نصراً سطحياً ، لا نقول إن هذا نصر إنما النصر الحقيقي هو النصر الذي يأتي من الله ، لماذا ؟ لأن النصر أول ما يأتي من ناحية الله فاطمئن على أنك خالص ومخلص لله وإلا ما جاءك نصره ، فساعة يأتيك نصر الله فاطمئن على نفسك الإيمانية وأنك مع الله . وقول الحق : { خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ } [ آل عمران : 150 ] دليل على أنه من الممكن أن يكون هناك ناصر في عرف البشر . وقد قال المؤمنون : يا رب نحن ضعاف الآن وإن لم نذهب لأحد ليحمينا ماذا نصنع ؟ فيوضح لهم الحق : كونوا معسكراً إيمانياً أمام معسكر الكفر ، وإياكم أن تلجأوا إلى الكافرين بربكم لأنهم غير مأمونين عليكم . وإن كنتم تريدون أن تعرفوا ماذا سأفعل : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } [ آل عمران : 151 ] . فإذا ألقى الرعب في قلوب الكافرين فماذا يفيدهم من عَدَدِهم وعُدَدِهم ؟ ! عددهم وأموالهم تصير ملكاً لكم وتكون في السَلَب والغنيمة .