Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 169-169)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أنتم تخافون الموت ، ولكن هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله ليسوا بميتين ، لأن حياتهم حياة موصولة . إن هناك فارقاً كبيراً بين الموت والشهادة ، فالذي يقتل شهيداً تكون حياته موصولة ، ولن يمر بفترة موتنا نحن ، ولنفهم أنهم أحياء عند ربهم ، أي بقانونه سبحانه ، فلا تُحَكّم قانونك أنت ، فأنت - كما قلت - لو فتحت القبر ستجد هؤلاء القتلى مجرد أشلاء . هم عندك أشلاء وأموات في قانونك أنت . لكنهم أحياء عند ربهم يُرزقون . فالحياة تختلف عن الموت في ماذا ؟ إن الإنسان إذا زهقت روحه وفارقت جسده انقطعت حياته ، في ظاهر الأمر انتهى ولم يعد ينتفع برزق ولا بأكل لأن الرزق جُعِلَ لاستبقاء الحياة ، وما دام الرزق قد صُنِعَ لاستبقاء الحياة وليس فيه حياة إذن فلا رزق ، لكن الله سبحانه يريد أن يعطينا مواصفات تؤكد أن الشهيد حي . ومن ضروريات الحياة أنه يُرزَق أي ينتفع باستبقاء الحياة ، وعلينا أن نفهم أن العنْدية عندك غير العندية عند الله . فالشهيد حي عند ربه ويُرزق عند ربه رزقاً يناسب الحياة التي أرادها له ربه . ونعلم أن الرزق هو الخاصية التي توجد للأحياء . وعندما نقرأ قول الله : { أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمران : 169 ] قد يقول قائل : من الجائز أنك تأخذ إنساناً وتُبقيه حياً وتعطيه طعاماً وشراباً لكن أهو فرح بموقعه ؟ لا . لذلك يجب أن ندرك ونعرف أن حياة الشهيد ليست في قبره ولكنها عند ربه وهو فَرِح بموقعه لذلك يقول الحق : { فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ … } .