Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 38-38)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حينما نتأمل النسق القرآني هنا نجد أن الله تعالى ذكر أولاً البسْطَ في الرزق ، ثم التقتير فيه ، ثم أكَّد بعده مباشرة على حَقِّ ذي القُرْبى والمسكين وابن السبيل ، وكأنه يلفت أنظارنا أن هذه الحقوق لا تقتصر على مَنْ بسط له الرزق ، إنما هي على الجميع حتى مَنْ كان في خصاصه ، وضُيِّق عليه رزقه ، فلا ينسى هؤلاء . لذلك يذيل الحق سبحانه الآية بقوله : { ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ الروم : 38 ] والجميع : مَنْ بُسِط له ، ومَنْ قُتِر عليه يريدون وجه الله . وبمقارنة هذه الآية بآية الزكاة : { إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة : 60 ] . فلم تذكر ذا القربى الذي ذكر هنا ، وكأن الآية تشير لنا إلى أمر ينبغي أن نلتفت إليه ، وهو أن القريب عيب أن نعطيه من مال الزكاة ، وهذه آفة وقع فيها كثير من الأغنياء وحتى المتدينين منهم ، فكثيراً ما يسألون : لي ابن عم ، أو لي قريب أأعطيه شيئاً من زكاة مالي ؟ وكنتُ أقول للسائل : والله ، لو علم ابن عمك أنك تعطيه من مال الزكاة ما قبله منك لأن للقريب حقاً ، سواء أكنتَ غنياً تملك نصاب الزكاة ، أو لم تصل إلى حد النِّصَاب . إذن : لا تربط هؤلاء الثلاثة - القريب والمسكين وابن السبيل - بمسألة الزكاة ، فلهم حَقٌّ حتى على الفقير الذي لا يملك نصاباً ، وعلى مَنْ ضُيِّقْ عليه رزقه . ومع هذا الحق الذي قرره الشرع للقريب نجد كثيرين يأكلون حقوق الأقارب ، ويحتالون لحرمانهم منها ، فمثلاً بعض الناس لا ينجب ذكوراً ، فيكتب أملاكه للبنات ليحرم عمهم أو أبناء عمومتهم من الميراث ، مع أن البنت لها نصف التركة ، وإنْ كُنَّ أكثر من واحدة فلهُنَّ الثلثان ، ويُوزَّع الثلث على العم أو ابن العم ذلك لأن البنات في هذه الحالة ليس لهن ذَكَر عصبة ، فيجعلها الشرع في العم أو ابن العم . والشارع الحكيم يوازن بين الأطراف ، فيأخذ منك ويعطيك ، فلماذا في حالة موت الوالد عن هؤلاء البنات ، وليس لهُنَّ ميراث يَعُدْن على العم أو ابن العم بالنفقة ويقاضونه في المحاكم ، فلماذا نحرمهم حقوقهم ونطالب نحن بحقوقنا ، فهذا نوع من التغفيل . لماذا لا نعطي العم أو ابن العم وهو الذي سيحمي البنات ويسهر على راحتهن ، ويقف بجوارهن حال شدتهن ؟ إيَّاك - إذن - أنْ تُدخِل الأقارب في الزكاة ، أو تربط مساعدتهم بالقدرة لأن لهم عليك حقاً حال رخائك وحال شدتك . ويكفي أن الحق سبحانه خصَّهم بقوله { ذَا ٱلْقُرْبَىٰ … } [ الروم : 38 ] ولم يقُلْ : ذا المسكنة ، أو ذا السبيل ، وكلمة ذو بمعنى صاحب ، تدل على المصاحبة الدائمة والملازمة ، فلا نقول : فلان ذو علم لمن علم قضية أو قضيتين ، إنما لمن اتصف بالعلم الواسع وتمكَّن منه ، كذلك لا نقول فلان ذو خلق إلا إذا كان الخُلُق صفة ملازمة له لا تنفك عنه . ومن ذلك نقول : ذو القربى يعني ملاصقاً لك لا ينفك عنك ، فيجب أنْ تراعي حقَّه عليك ، فتجعل له نصيباً ، حتى إنْ لم تكُنْ تملك نصاباً ، وكذلك للمسكين وابن السبيل لأن الله ذكرهم معاً في غير بند الزكاة ، فدلَّ ذلك على أن لهم حقاً غير الزكاة الواجبة . ونلحظ أن القرآن رتَّبهم حسب الأهمية والحاجة ، فأولهم القريب لقرابته الثابتة منك ، ثم المسكين وهو متوطن معروف لك ، ثم ابن السبيل العابر الذي تراه يوماً ولا تراه بعد ذلك ، فهو حسب موضعه من الحال . والمسكين قد يتغير حاله ، ويتيسر له الرزق فيُوسِّع الله عليه ، وابن السبيل يعود إلى بلده ، فالوصف الثابت لذي القربى لذلك وصفه الله تعالى بما يدل على الثبات . ثم قال { حَقَّهُ … } [ الروم : 38 ] فالحق ملازم له وهو أَوْلَى به ، لذلك لم يَقُل مثلاً : وآت ذا القربى حقه ، والمسكين ، وابن السبيل حقوقهم . وقد مثَّلوا لذلك بقولهم : قال الأمير : يدخل عليَّ فلان ، وفلان ، وفلان ، فالإذن بالدخول للأول يتبعه في ذلك الباقون . إذن : لهؤلاء الثلاثة خصوصية ، فقد أمرك الله أنْ تعطيهم من لحمك ، وألاّ تربطهم بالزكاة ولا ببسط الرزق ، أما باقي السبعة المستحقون للزكاة فلم يُلزمك نحوهم بشيء غير الزكاة المفروضة . ولما حدث نقاش بين العلماء حول المراد بالمسكين والفقير ، أيهما أحوج من الآخر ؟ قالوا : المسكين مَنْ له مال ، ولكن لا يكفيه ، واستشهد أبو حنيفة على هذا المعنى بقوله تعالى : { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ … } [ الكهف : 79 ] فأثبت لهم ملكية وسماهم مساكين . أما الفقير فهو الذي لا شيء له ، وعلى هذا فالفقير أحوج من المسكين ، فيدخل في هذه الآية من باب أَوْلَى . وقوله تعالى : { ذَلِكَ … } [ الروم : 38 ] أي : الإيفاء لهؤلاء { خَيْرٌ … } [ الروم : 38 ] كلمة خير تُطلَق في اللغة ، ويُراد بها أحد معنيين : مرة نقول خير ويقابلها شر كما في قوله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 - 8 ] ، ومرة نقول : خير ونقصد الأخْير كالأحسن أي : أفعل تفضيل ، كما جاء في قول الشاعر : @ زَيْدٌ خِيَارُ النَّاسِ وابْنُ الأَخْير @@ لكن الشائع أن تُستعمل خير في أفعل التفضيل كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كُلٍّ خير " فخَيْر الأولى بمعنى أخير . لكن لمن ؟ { لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ … } [ الروم : 38 ] أي : في الوفاء بحقِّ ذي القربى والمسكين وابن السبيل ، يريد بذلك وجه الله ، لا يريد رياءً ولا سمعة لأن الذي يفعل خيراً يأخذ أجره مِمَّن فعل من أجله ، فمَنْ عمل لله مخلصاً فأجره على الله ، ومَنْ عمل للناس رياءً وسمعةَ فليأخذ أجره منهم . وهؤلاء الذين وصفهم الله تعالى بقوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ النور : 39 ] أي : فوجيء بوجود إله لم يكُنْ في باله ولم يعمل من أجله . فمعنى { يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ … } [ الروم : 38 ] أي : يقصدون بعملهم وجه الله ، سواء رآه الناس ، أو أخفى عمله ، حتى لا تعلم شماله ما صنعتْ يمينه لأن الأمر قائم على النية ، فقد تعطي أمام الناس ونيتك أنْ يتأسَّوْا بك ، أو لتكُفَّ عنك ألسنتهم وقدحهم في حقك . وحين تعطي علانية بنية خالصة لله فإنها صدقة مخصِّبة للعطاء ، مخصِّبة للأجر لأنك ستكون أُسْوة لغيرك فيعطي ، ويكون لك من الأجر مثله لأن مَنْ سَنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة . والقرآن الكريم عرض علينا هذه القضية في قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ … } [ البقرة : 264 ] . ثم يعطينا مثلاً توضيحياً : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [ البقرة : 264 ] . فمثَل المرائي كهذا الحجر الناعم الأملس حين يصيبه المطر ، وعليه طبقة من التراب يزيحها المطر ، ويبقى هو صَلْداً ناعماً لا يحتفظ بشيء ، ولا ينبت عليه شيء . وهذا المثَل يُجسِّد لنا خيبة سَعْي المرائي ، وأنه مغفل ، سعى واجتهد فانتفع الناس بسَعْيه ، وتعدّى خيره إلى غيره ، وخرج هو خالي الوفاض من الخير ومن الثواب . ثم يذكر الحق سبحانه المقابل : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ البقرة : 265 ] . فالصدقة ابتغاء وجه الله كالأرض الخِصْبة حين ينزل عليها المطر ، فيأتي نباتها مضاعفاً مباركاً فيه ، فإنْ لم يكُمْ مطر كفاها الطَّل لتنبت وتُؤتي ثمارها ، ولو قال : كمثل جنة لكانت كافية لكنها { جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ … } [ البقرة : 265 ] يعني : على مكان مرتفع ليدلَّ على خصوبتها ، فكلما كانت الأرض مرتفعة زادتْ خصوبتها ، وخلَتْ من المياه الجوفية التي تؤثر على النبات . وهذه الجنة تُرْوى بالمطر يأتيها من أعلى ، فيغسل الأوراق والغصون ، فتزيد نضارتها وجودتها ، والأوراق هي رئة النبات . والله تعالى يترك لآثار الذات في الناس تذكرةً وعبرة ، فواحد يفعل الخير بآخر ليشتريه به ، أو ليُخضع عنقه بهذا الجميل ، فتكون النتيجة الطبيعية أنْ ينكر الآخر جميله ، بل ويكرهه ويحقد عليه ، وهذا جزاء وفاقٌ لمن عمل العمل لغير وجه الله . وهو معنى قولهم : اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه ، لماذا ؟ لأنه حين يراك يتذكر ما لك من يَدٍ عليه ، وما لك من فضل ، فيخزي ويشعر بالذلة لأن وجودك يدكُّ كبرياءه لذلك يكره وجودك ، ويكره أنْ يراك . فالحق سبحانه يقول : احذروا أنْ تُبطلوا المعروف بالرياء ، أو بالأغراض الدنية لأن معروفك هذا سيُنَكر ، وسينقلب ما قدمتَ ، من خير شراً عليك . إذن : عليكم بالنظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره ، فإنْ حدث وأنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله ، وكأن ربك - عز وجل - يغار عليك ، ويريد أنْ يحفظ لك الجميل ويدخره عنده . وهذا المعنى عبَّر عنه الشاعر بقوله : @ أقُولُ لأصْحاب المرُوءَاتِ قَوْلةً تُريحهُمُ إنْ أحسَنُوا وتفضَّلُوا يَسيرُ ذوو الحَاجَاتِ خَلْفَكَ خُضَّعاً فَإِنْ أدْركُوها خلَّفُوكَ وهَرْوَلُوا فَلا تَدعِ المعْروفَ مهما تنكَّروا فَإِنَّ ثوابَ الله أربى وأجْزَلُ @@ وسبق أنْ ذكرتُ قصة الرجل الذي قابلنا في الطريق ونحن في الجزائر ، فأشار لنا لنوصله في طريقنا ، فتوقف صاحب السيارة وفتح له الباب ، لكنه قبل أنْ يركب قال على كام ؟ يعني : ثمن توصيله . فقال صاحب السيارة : لله . فقال الرجل غَلِّتها يا شيخ . لذلك يقول بعض العارفين : إن الذين يريدون بأعمالهم وجه الله هم الذين يُغْلون أعمالهم ، أي : يرفعون قيمتها ، ويضاعفون ثوابها . وقوله تعالى : { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ … } [ الروم : 38 ] بعد قوله : { وَيَقْدِرُ … } [ الروم : 37 ] يدل في ظاهره على أنه يأخذ منك مع أنك مُقِلٌّ ، وهذا يدخل في إطار قوله تعالى : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ … } [ الحشر : 9 ] . وقلنا : إن الشارع حكيم ، فإذا ألزمك وأخذ منك فإنما ذلك ليعطيك إنْ احتجت ، وكأنه يقول لك : اطمئن فقد أمَّنْتُ لك حياتك ، إن أصابك الفقر ، أو كنت في يوم من الأيام مسكيناً أو ابن سبيل ، فكما فعلتَ سيُفعل بك . وهذه المسألة واضحة في كفالة اليتيم ، فلو أن المجتمع الإيماني عوَّضه عن أبيه عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة " لاطمأنَّ كلُّ أب على أولاده إنْ مات وتركهم لأنهم في مجتمع يُعوِّضهم عن أبيهم بآباء كثيرين . والإنسان إنْ كان آمناً مُنعَّماً ، فإنما يُنغِّص هذه النعمة أنها عُرْضة لأنْ تزول ، فيريد الله أنْ يُؤمِّن لعبده الحياة الكريمة في امتداده من بعده ، وهذا هو التأمين الحق الذي أرسله الله قضية تأمينية في الكون ، ليست في شركات التأمين ، إنما في يده سبحانه حيث قال : { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } [ النساء : 9 ] فإذا اتقوا الله وقالوا القول السديد ، فإن يتيمهم يصادف أناساً يكفلونه ، ويخافون عليه ، ويتولَّوْن أمره . وسبق أنْ تعرَّضْنا في سورة الكهف لقصة الجدار الذي تبرع الخضر - عليه السلام - ببنائه مع أنه في قرية أهلها لئام منعوهم حتى الطعام . وقلنا : إن سؤال الطعام هو أصدق سؤال ، ولا يُرَدُّ سائله ، ومع ذلك بناه الخضر ، وقال في بيان أمر الجدار : { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً … } [ الكهف : 82 ] . فصلاح الأبويْن ينفع الغلامين ، فيُسخِّر الله لهما مَنْ يبني لهما الجدار ، ويحافظ لهما على كنزهما حتى يكبرا ، ويستطيعا حمايته من هؤلاء اللئام الذين إذا علموا بأمره نهبوه من هذْين الصغيريْن . ثم يحدثنا الحق سبحانه عن الفارق بين الهدية والصدقة ، فيقول : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ … } .