Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أولاً : ذكر الحق سبحانه آية كونية لم يدَّعها أحد لنفسه من الكفار أو من الملاحدة ، وهي آية موجودة ومُشَاهدة ، وبعد أن قال سبحانه أنا خالق السماء والأرض لم يعارضه أحد ، ولم يأْتِ مَنْ يعارضه فيقول : بل أنا خالق السماء والأرض . وسبق أنْ قلنا : إن القضية تسلم لصاحبها ومدعيها إذا لم يَقُمْ لها معارض ، فإن كانت هذه القضية صحيحة ، والحق سبحانه هو الخالق فقد انتهتْ المسألة ، وإذا كان هناك خالق غيره سبحانه فأين هو ؟ هل درى أن واحداً آخر أخذ منه الخَلْق ، ولماذا لم يعارض ويدافع عن حقِّه ؟ أو أنه لم يَدْرِ بشيء فهو إله نائم على ودنه ، وفي كلا الحالين لا يصلح أن يكون إلهاً يُعبد . لذلك قال تعالى : { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [ آل عمران : 18 ] ، فهذه شهادة الذات للذات ، ولم يعارضها معارض فصَحَّتْ لصاحبها إلى أنْ يوجد معارض . وسبق أن مثَّلنا لذلك - ولله المثل الأعلى - بجماعة جلسوا في مجلس فلما انفضَّ مجلسهم وجد صاحب البيت حافظة نقود لا يعرف صاحبها ، فاتصل بمن كانوا في مجلسه ، وسألهم عنها فلم يقُلْ واحد منهم أنها له ، إلى أن طرق الباب أحدهم وقال : واللهِ لقد نسيت حافظة نقودي هنا ، فلا شكَّ إذن أنها له وهو صاحبها حيث لم يدَّعها واحد آخر منهم . والحق سبحانه يقول في إثبات هذه القضية : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } [ الإسراء : 42 ] أي : لذهبوا يبحون عمَّنْ أخذ منهم الخَلْق والناس ، وأخذ منهم الألوهية . فإنْ قالوا نحن آلهة لكن فوقنا إله أكبر يردُّ الحق عليهم : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً } [ الكهف : 51 ] . وقوله تعالى : { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [ لقمان : 10 ] حين تدور في أنحاء الكرة الأرضية من شمالها إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها تجد السماء تظلّك ، ومع سعة السماء لا تجد لها عمداً ترفعها ، وكلمة { تَرَوْنَهَا } [ لقمان : 10 ] تحمل معنيين : إما هي فعلاً بغير عمد ، أو لها عمد لكن لا نراها { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [ لقمان : 10 ] يعني : لا نرى لها عمداً ، لكن الحقيقة أن لها عمداً لا ترونها بإحساسكم ومقاييسكم . فإنْ قلت ، فما هذه العمد التي لا نراها ؟ البعض يقول : هي الجاذبية ، وهذا القول مجانب للصواب ، والحق سبحانه يكفينا مؤنة البحث في هذه المسألة ، فيقول سبحانه : { … وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [ الحج : 65 ] . إذن : لا نملك إلا أنْ نقول إنها ممسوكة بقدرة الله ، ولكي لا نحار في كيفية ذلك يُقرِّب الله لنا هذه المسألة بمثال مُشاهد لنا ، فالطير يمسكه الله في جو السماء : { أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱللَّهُ … } [ النحل : 79 ] . وفي موضوع آخر يقول الحق سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } [ فاطر : 41 ] إذن : فهو سبحانه يمسكها بقانون ، لكن لا نعرفه نحن ولا ندركه . والسماء في اللغة : كل مَا علاك فأظلّك ، فالغيم الذي يعلوك وتراه قريباً منك يُعد من السماء بدليل قول الله تعالى : { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } [ لقمان : 10 ] والماء ينزل من الغيم ، لا من السماوات العلا ، والفرق بينهما أن الغيم تراه في مكان دون آخر ، وتراه مُتقطعاً منفطراً ، أمَّا السماء العليا فهي بشكل واحد ، لا ترى فيها من فطور . وحين تكلم الحق سبحانه عن الأرض والسماء قال : إنها سبع سماوات ، ولم يقُلْ سبع أراضين ، بل { وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] فدلَّ على أن الأرض سبع كالسماء ، وإنْ كانت السماء كل ما أظلّك ، فالأرض كل ما أقلَّك ، لكن أين هذه الأرَضين السبع ؟ لقد أخبرنا القرآن الكريم أن السماوات سبع ، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرَّ بها في مرحلة المعراج فقال في الأولى كذا وكذا ، وفي الثانية كذا وكذا ، وما دامتْ السماء كل ما أظلك ، والأرض كل ما أقلك فالخَلْق في السماء الأولى مثلاً سماؤهم السماء الثانية ، وأرضهم سماؤنا الأولى ، وهكذا وهكذا . ثم يقول سبحانه : { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ } [ لقمان : 10 ] أي : الجبال الراسية الثابتة المتصلة بالأرض اتصالاً وثيقاً بحيث لا تتخلخل منها ، والعلة في خَلْق الجبال الرواسي على الأرض { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } [ لقمان : 10 ] أي : تميل وتضطرب بكم ، ولو أن الأرض مخلوقة على هيئة الثبات لما احتاجت إلى ما يثبتها . إذن : فالأرض متحركة ، وما خُلِقت الجبال إلا لتثبيتها وضبط حركتها ، فدَّلت هذه الآية على صِدْق النظرية القائلة بدوران الأرض ، كذلك في قوله تعالى : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [ النمل : 88 ] . إذن : فللجبال حركة مرتبطة بحركة الأرض ، فإنْ قُلْتَ : ولماذا لا نراها ؟ نقول : لأن وحدة المكان تجعلك لا تدرك هذه الحركة ، فالمتحد في مكان لا تختلف مرائي الأشياء بالنسبة له . فلو تصوَّرنا أن هذا المسجد الذي يجمعنا صُمِّم على هيئة رَحَىً تدور بنا ، فهل نشعر بدورانه ونحن ندور بدورانه ؟ لا نشعر ، لماذا ؟ لأن مواقعنا من بعض ثابتة لا تتغير ، كذلك موقعنا من المكان لذلك لا نشعر بالحركة لكن نشعر بالحركة حين نقيس متحركاً بثابت ، فلو فتحنا الباب مثلاً أو الشباك ورأينا ما هو خارج المسجد ، عندها نشعر أننا نتحرك . إذن : لا يمكن لمَنْ على الأرض أن يشعر بحركتها لأنه يتحرك معها ، وما دامت الجبال أوتاداً في الأرض وهي - أي الجبال - تمر مرَّ السحاب فلا بُدَّ أن الأرض كذلك تمر وتتحرك بنفس الحركة ، وحركة الجبال ليست ذاتية ، إنما هي تابعة لحركة الأرض ، والحق سبحانه شبَّه حركة الجبال بحركة السحاب ، والسحاب حركته غير ذاتية ، إنما هي تابعة لحركة الرياح . ثم يذكر الحق سبحانه علة أخرى لخَلْق الجبال : { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } [ لقمان : 10 ] وسبق أنْ أوضحنا أن الجبال تمثل مخازن للقوت الذي به قوام الحياة للإنسان وللحيوان والذي ينشأ من الزرع ، وبيَّنا أن الطبقة الخارجية للجبال تتفتتْ بعوامل التعرية ، ثم يحملها ماء المطر إلى الوديان فتزيد من خصوبة الأرض بمقدار كل عام ، ومن الجبال أيضاً يتكون الماء في الأنهار او في مسارب الأرض فنخرجه حين الحاجة إليه . ومن حكمته تعالى أنْ جعل الجبال راسية ثابتة ، وجعلها صلدة وإلا لو كانت هشّة لأذابتها الأمطار وفتتها في عدة سنوات ، ثم حرمت الأرض من الخصوبة التي تستمدها من الجبال لذلك يقول الله تعالى : { وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [ الحجر : 21 ] فمع زيادة السكان تزداد المساحة الخِصْبة التي يُكوِّنها الغِرْين الذي يتفتت من الجبال عاماً بعد عام . واقرأ إنْ شئتَ قوله تعالى : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا … } [ فصلت : 9 - 10 ] . فالجبال جعلها الله راسية حتى لا تضطرب بنا الأرض ، وجعلها صلبة لأنها مخزن الخِصْب الذي يُمِدُّنا بالزرع الذي به قِوَام حياتنا . ومن رحمة الله بالإنسان أنْ جعل فيه ذاتية استبقاء الحياة ، فإن مُنِع عنه الطعام أو الشراب تغذَّى من المخزون في جسمه فيأخذ أولاً من الدهن ، ثم من اللحم ، ثم من العظم لذلك قلنا : إن العظم هو آخر مخازن القوت في جسم الإنسان ، وفي ضوء ذلك نفهم قول سيدنا زكريا : { إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } [ مريم : 4 ] . يعني : قد بلغتُ آخر مرحلة من مراحل استبقاء الحياة . فكان من رحمة الله بالخَلْق أنْ جعل حتى شَرَه الإنسان للطعام والشراب رحمة به ، حيث يتحول الزائد عن طاقته وحاجته إلى مخزون في جسمه ، فإذا انقطعتْ به السُّبُل أو تعذَّر عليه الطعام والشراب استمد مما في جسمه . كذلك من رحمة الله بالإنسان أنْ جعله يصبر على الطعام إلى شهر ، ويصبر على الماء من ثلاثة أيام إلى عشرة بحسب ما في جسمه من مخزون الطعام والشراب ، أما الهواء فلا يصبر عليه إلا بمقدار شهيق وزفير لذلك تتجلى رحمته تعالى وحكمته في خَلْقه بألاَّ يُملِّك الهواء لأحد ، فلو مَلكه عدوك لمتّ قبل أن يرضى عنك . وقوله : { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } [ لقمان : 10 ] بث أي : نشر ، والدابة : كل ما له دبيب على الأرض ، والدبيب بحسب ما يدبّ على الأرض ، وكل ما يمشي على الأرض له دبيب نسمعه في الحيوان الضخم مثلاً ، لكن لا نسمعه في النملة مثلاً ، فهي أيضاً لها دبيب بدليل قولنا : فلان يسمع دبّة النملة ، إذن : لها دبيب على الأرض ، لكن أذن مَنْ التي تستطيع أنْ تسمعه ؟ وقوله تعالى : { مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } [ لقمان : 10 ] كل تعني سوراً كلياً يضم كل ما له حركة ودبيب على الأرض ، يعني : كل ما يقال له دابة بداية من النملة أو الفيروسات الآن إلى أكبر حيوان على الأرض . وقوله من تتدرج من الصغير إلى الكبير فتدلُّ على الشمول . ومن هذه الدواب ما أحله الله ومنها ما حرمه لذلك يقول البعض : ما دام الله حرَّم هذه الحيوانات ، فما الضرورة في خَلْقها ؟ وهل كل شيء مخلوق يُؤكل ؟ لا ، ليس كل مخلوق من الحيوانات يؤكل لأن له مهمة أخرى يؤديها . ولو تأملت ما حُرِّم عليك لوجدته يخدمك في ناحية أخرى ، فمنه ما يمد الحيوانات التي تأكلها ، ومنه ما فيه خاصية تحتاج إليها في غير الأكل ، فالثعبان مثلاً لا نرى فيه إلا أنه مخلوق ضار ، لكن ألم نحتَجْ إلى سُمِّه الآن ، ونجعله مَصْلاً نافعاً ؟ ألسنا ننتفع بجلوده ؟ الخ ، فإذا كنا لا نأكله فنحن نستفيد من وجوده في نواحٍ أخرى . كذلك الخنزير مثلاً : البعض يقول : ما دام الله تعالى حرمه ، فلماذا خلقه ؟ سبحان الله ، هل خلق الله كل شيء لتأكله أنت ؟ ليس بالضرورة أنْ تأكل كل شيء ، لأن الله جعل لك طعامك الذي يناسبك ، أتأكل مثلاً البترول ؟ كيف ونحن نرى حتى السيارات والقطارات والطائرات لكل منها وقوده المناسب له ، فالسيارة التي تعمل بالبنزين مثلاً لا تعمل بالسولار … الخ ، فربك أعطاك قُوتَك كما أعطى لغيرك من المخلوقات أقواتها . لذلك إذا نظرت في غابة لم تمتد إليها يد الإنسان تجد فيها جميع الحيوانات والطيور والدواب والحشرات … الخ دون أنْ تجد فيها رائحة كريهة أو منظراً مُنفِّراً ، لماذا ؟ لأن الحيوانات يحدث بينها وبين بعضها توازن بيئي ، فالضعيف منها والمريض طعام للقوي ، والخارج من حيوان طعام لحيوان آخر … وهكذا ، فهي محكومة بالغريزة لا بالعقل والاختيار . وكل شيء لا دَخْلَ للإنسان فيه يسير على أدقِّ نظام فلا تجد فيه فساداً أبداً إلا إذا طالتْه يد البشر ، ولك أنْ تذهب إلى إحدى الحدائق أو المتنزهات في شم النسيم مثلاً لترى ما تتركه يد الإنسان في الطبيعة . لكن ، لماذا وُصِف الإنسان بهذا الوصف ؟ ولماذا قُرِن وجوده بالفساد ؟ نقول : لأَنه يتناول الأشياء بغير قانون خالقها ، ولو تناول الأشياء بقانون الخالق عز وجل ما أحدث في الطبيعة هذا الفساد . وسبق أنْ بيَّنا أن الإنسان لا قدرةَ له على شيء من مخلوقات الله إلا إذا ذلَّلها الله له ويسِّرها لخدمته ، بدليل أن الولد الصغير يركب الفيل ويسحب الجمل ويُنيخه ويحمله الأثقال في حين لا قدرةَ لأحدنا على ثعبان صغير ، أو حتى برغوث ، لماذا ؟ لأن الله تعالى ذلَّلَ لنا هذا ، ولم يُذلِّل لنا هذا . ثم يقول تعالى : { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [ لقمان : 10 ] من السماء : أي من جهة العلو ومن ناحية السماء ، وإلا فالمطر لا ينزل من السماء ، إنما من الغمام { فَأَنْبَتْنَا فِيهَا … } [ لقمان : 10 ] أي : في الأرض : { مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [ لقمان : 10 ] زوج أي : نوع من النبات ، فهي كلمة تدل على مفرد ، لكن معه مثله ، والبعض يظن أنها تعني اثنين وهذا خطأ لذلك نقول عن الرجل زوج ، وعن المرأة زوج رغم أنه مفرد ، لكن قُرِن بغيره . وقال تعالى عن التكاثر : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ … } [ الذاريات : 49 ] فَسمّي الذكر زوج وسمّي الأنثى زوج . ومثلها كلمة توأم فهي تدل على مفرد ، لكن مفرد لم يُولَد وحده إنما معه غيره ، والبعض يقول توأم ويقصد الاثنين ، إنما الصواب أن نقول هما توأمان . ووصف الحق سبحانه الزوج أي النوع من النبات بأنه { كَرِيمٍ } [ لقمان : 10 ] لأنه يعطيك بكرم وسخاء ، فالحبة تعطيك سبعمائة حبة ، وهذا عطاء المخلوق لله ، فما بالك بعطاء الخالق عز وجل ؟ ثم يقول الحق سبحانه : { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن … } .