Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-10)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ … } [ السجدة : 10 ] أي : غِبْنا فيها ، واندثرتْ ذراتنا ، بحيث لا نعرف أين ذهبت ، وإلى أيِّ شَيء انتقلت ، إلى حيوان أم إلى نبات ؟ إذا حدث هذا { أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ … } [ السجدة : 10 ] يعني : أيخلقنا الله من جديد مرة أخرى ؟ والحق سبحانه يرد عليهم : { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } [ السجدة : 10 ] بل تفيد الإضراب عن كلامهم السابق ، وتقرير حقيقة أخرى ، هي أنهم لا ينكرون البعث والحشر ، إنما ينكرون لقاء الله { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } [ السجدة : 10 ] لأن مسألة الحشر مستحيل أنْ ينكروها لأن الدليل عليها واضح . كما قال سبحانه : { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ ق : 15 ] والذي خلق من العدم أولاً قادر على الإعادة من موجود ، لأن ذراتك وخاماتك موجودة ، فالإعادة أسهل من البَدْء لذلك قال سبحانه : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ … } [ الروم : 27 ] . إذن : تكذيبهم ليس للبعث في حَدِّ ذاته ، إنما للقاء الله وللحساب ، لكنهم ينكرون البعث لأنه يؤدي إلى لقاء الله ، وهم يكرهون لقاء الله ، فينكرون المسألة من بدايتها .