Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 29-29)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : لِمَ تسألون عن يوم الفتح ؟ وماذا ينفعكم العلم به ؟ إن يوم الفتح إذا جاء أُسْدِل الستار على جرائمكم ، ولن تنفعكم فيه توبة أو إيمان ، ولن يُنْظِرَكم الله إلى وقت آخر . ومعلوم أن الإيمان لا ينفع صاحبه إلا إذا كانت لديه فُسْحة من الوقت ، أما الإيمان الذي يأتي في النزع الأخير ، وإذا بلغت الروح الحلقوم فهو كإيمان فرعون الذي قال حين أدركه الغرق : { قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ يونس : 90 ] فردَّ الله عليه هذا الإيمان { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ يونس : 91 ] . الآن لا ينفع منك إيمان لأنك مُقْبل على الله ، وقد فات أوان العمل ، وحَلَّ أوان الحساب ، الإيمان أنْ تؤمن وأنت حريص صحيح تستقبل الحياة وتحبها ، الإيمان أن تؤمن عن طواعية . { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } [ السجدة : 29 ] أي : ليس لكم الآن إمهال لأن الذي خلقكم يعلم سرائركم ، ويعلم أنه سبحانه لو أمهلكم لَعُدْتم لما كنتم عليه { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ الأنعام : 28 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ … } .