Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { ذٰلِكَ … } [ السجدة : 6 ] إشارة إلى تدبير الأمر من السماء إلى الأرض ، ثم متابعة الأمر ونتائجه ، هذا كله لأنه سبحانه { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ … } [ السجدة : 6 ] وأنه سبحانه { ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } [ السجدة : 6 ] فالحق سبحانه يُعلِّمنا أن الآمر لا بد أنْ يتابع المأمور . وقلنا : إن عالم الغيب تعني أنه بالأوْلى يعلم الشهادة ، لكن ذكر الحق سبحانه علمه بالشهادة حتى لا يظن أحد أن الله غَيْب ، فلا يعلم إلا الغيب ، وقد بيَّنّا معنى الشهادة هنا حينما تكلَّمنا عن قوْل الله تعالى : { يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } [ الأنبياء : 110 ] . والجهر أو الشهادة يعني الجهر المختلط حين تتداخل الأصوات ، فلا تستطيع أنْ تُميِّزها ، مع أنها جهر أمامك وشهادة ، أما الحق سبحانه فيعلم كل صوت ، ويردُّه إلى صاحبه ، فعِلْم الجهر هنا أقوى من علم الغيب . ومعنى { ٱلْعَزِيزُ … } [ السجدة : 6 ] أي : الذي لا يُغلَب ولايُقهر ، فلا يلويه أحد عن علمه ، ولا عن مراداته في كَوْنه ، ومع عِزَّته فهو سبحانه الرحيم .