Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 8-8)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النسل هو الأنجال والذرية ، والسلالة : خلاصة الشيء تُسلُّ منه كما يُسلُّ السيف من غمده ، فالسلالة هي أجود ما في الشيء ، ولذلك نقول : فلان من سلالة كذا ، وفلان سليل المجد . يعني : في مقام المدح . حتى في الخيل يحتفظون لها بسلالات معروفة أصيلة ويُسجلون لها شهادات ميلاد تثبت أصالة سلالتها . هذا النسل وهذه السلالة خلقها الله من ماء ، وهو منيٌّ الرجل وبويضة المرأة . هذا الماء وصفه الله بأنه { مَّهِينٍ } [ السجدة : 8 ] لأنه يجري في مجرى البول ، ويذهب مذهبه إذا لم يصل إلى الرحم ، وفي هذا الماء المهين عجائب ، ويرحم الله العقاد حين قال : إن أصول ذرات العالم كله يمكن أن تُوضع في نصف كستبان الخياطة ، وتأمل كم يقذف الرجل في المرة الواحدة من هذا المقدار ؟ إذن : المسألة دقة تكوين وعظمة خالق ، ففي هذه الذرة البسيطة خصائص إنسان كامل ، فهي تحمل : لونه ، وجنسه ، وصفاته … إلخ . وسبق أن قلنا في عالم الذر : إن في كل منا ذرة وجزيئاً حياً من لَدُنْ أبيه آدم عليه السلام . ثم يقول الحق سبحانه : { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ … } .