Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القرآن الكريم يحكي هذا الموقف عن المنافقين ، ويكشف نواياهم السيئة ، فبعد أنْ تجمَّع الأحزاب وخرجوا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال هؤلاء المنافقون { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ … } [ الأحزاب : 20 ] فهذا التجمُّع يخيفهم ويروعهم لذلك لم يُصدِّقوه ، فقد رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ينتصر على أعدائه متفرقين ، وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها أعداء الإسلام على اختلافهم . إذن : استبعد المنافقون تجمُّع الأحزاب هذا التجمع ، وبعد ذلك ينفضون دون أنْ يصنعوا حَدَثاً يُذكر في التاريخ . والحُسْبان : ظن ، أي : ليس حقيقة . { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ … } [ الأحزاب : 20 ] أي : إنْ يتجمع الأحزاب يودُّ المنافقون لو أنهم بادون أي : مقيمون في البادية بعيداً عن المدينة لأنهم يخافون من مطلق التجمع ، ولأنهم إنْ بَقَوْا في المدينة إما أنْ يحاربوا الأحزاب وهم غير واثقين من النصر ، وإما ألاَّ يحاربوا فيصيرون أعداءً للمسلمين . فهم يريدون - إذن - أنْ يعيشوا في النفاق ، وألاَّ يخرجوا منه لذلك يودون عيشة البادية مع الأعراب ، ومن بعيد { يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ … } [ الأحزاب : 20 ] أي : ما حدث لكم في هذه المواجهة . ثم يقرر القرآن هذه الحقيقة : { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الأحزاب : 20 ] أي : درْءاً للشبهات ، وذَرّاً للرماد في العيون ، إذن : لا تأْسَ عليهم ، ولا تحزن لتخلُّفهم .