Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 48-48)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في أول السورة خاطب الحق سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ … } [ الأحزاب : 1 ] وهنا خاطبه ربه بقوله : { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } [ الأحزاب : 48 ] فالأولى كانت في بداية الدعوة ، حين أخذ الكفار يكيدون لرسول الله ، فما بالك وقد قويتْ الدعوة ، واشتدَّ عودها ، لا بُدَّ أنْ يتضاعف كيْد الكافرين لرسول الله . لذلك يكرر له مسألة { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ … } [ الأحزاب : 48 ] ولا يعني ذلك أنني سأُْسْلِمك ، إنما أنا وكيلك { وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } [ الأحزاب : 48 ] . فإنْ قلت : كيف والوكيل أقل من الأصيل ؟ نقول : لا ، فالأصيل ما وكَّل غيره ، إلا لأنه عجز أنْ يفعل ، فاختار الأقوى ليفعل له . ثم يقول الحق سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا … } .