Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 42-42)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه { فَٱلْيَوْمَ } [ سبأ : 42 ] أي : يوم القيامة { لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ } [ سبأ : 42 ] أي : الملائكة ومَنْ عبدوهم من المشركين { نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً … } [ سبأ : 42 ] فإنْ كانوا يظنون أنهم الملائكة ، وأنهم عباد مُكْرمون ، وأن لهم منزلة عند الله لذلك سيشفعون لهم فأفهموهم : أنكم لا تشفعون إلا لمن ارتضى ولا تشفعون ابتداءً ، بل تنتظرون أنْ يُؤْذَن لكم في الشفاعة ، ثم أنتم أيها الملائكة تستحُونَ أنْ تكونوا شفعاء لمن عبد غير الله لأن إخلاصكم في عبوديتكم لله تعالى يمنعكم أنْ تناصروا هؤلاء أو تشفعوا لهم . ومثل هذا الموقف شاهدناه مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان الذين آمنوا بالله وكفروا برسالته مُقدَّمون عنده على مَنْ كفروا بالله ، فعصبية محمد صلى الله عليه وسلم ، لربه أكثر من عصبيته لنفسه . وقوله تعالى : { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ سبأ : 42 ] هذه الآية من المواضع التي وقف أمامها المستشرقون يظنون أن بها مأخذاً على كلام الله ، قالوا : القرآن يقول في سبأ { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ سبأ : 42 ] ويقول في السجدة : { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ السجدة : 20 ] . فهل كذَّب الكفار بالنار ، أم كذَّبوا بالعذاب ؟ ونقول : منهم مَنْ كان يُكذِّب بوجود النار أصلاً ، وهؤلاء قال الله لهم { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ سبأ : 42 ] لأن تكذيبهم مُنصَبٌّ على النار ، والاسم الموصول التى يعود إلى النار . أما الذين آمنوا بوجود النار ، لكن ينكرون أنْ يُعذَّبوا بها قال الله لهم { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ السجدة : 20 ] لأن تكذيبهم للعذاب لا للنار لذلك جاء الاسم الموصول الذي العائد إلى العذاب . ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَا … } .