Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وساعةَ تسمع كلمة { تَنزِيلَ } [ يس : 5 ] فاعلم أنه من جهة العلو ، وإنْ كان المنزَّل في باطن الأرض لأنه في واقع الأمر جاء من الأعلى ، كما في قوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } [ الحديد : 25 ] فالحديد لا تنظر إلا أن مقرَّه في الأرض ، لكن انظر إلى عُلُوِّ خالقه لذلك أعطاه الله صفتين : صفةً دنيوية ، وأخرى دينية . { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } [ الحديد : 25 ] فالبأس الشديد لأعداء الله { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ } [ الحديد : 25 ] فهذه للآخرة ، وفيه منافع للناس أي : في الدنيا لذلك تجده المعدن الشائع الانتفاع به ، والأكثر قوةً وصلابةً . وقوله تعالى : { ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } [ يس : 5 ] ذكر سبحانه هنا صفة العزة وصفة الرحمة لأن التنزيل من أعلى منهج يقيد حركة الإنسان بافعل كذا ، ولا تفعل كذا ، وأنت مختار تطيع أو تعصي ، فالحق الذي شرع لك هذا المنهج يريد لك الخير لأنه سبحانه لا يعود عليه شيء من طاعتك ولا تضره معصيتك . إذن : أنت المقصود من هذه المسألة لأن الله تعالى عزيز عن خَلْقه ، ورحيم بهم ، فإذا نظرتَ إلى العاصي المخالف لمنهج الله ، فالله عزيز قادر على الانتقام ، لا يقدر أحد أن يأخذك من قبضته تعالى ، وإذا نظرتَ إلى المطيع ، فالله رحيم . وعلة الإنزال : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ … } .