Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الإنذار : التخويف من معطب مهلك ، ويشترط أنْ يكون الإنذار قبل وقوع الشيء ليؤدي الإنذار مهمته في أنْ يردع الإنسان عنه ، فلا يقع في أسباب الهلاك ، ويستطيع أنْ يحتاط لنفسه ، وأن ينجو بها . ومعنى { مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } [ يس : 6 ] ساعة تسمع ما تظن أنها نافية ، كذلك قال المفسرون . قالوا : لأنهم كانوا أي : الآباء أهل غفلة ، وعلى فترة من الرسل ، فلم يكُنْ لهم رسول ينذرهم . فإنْ قُلْنا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرسل نذيراً للناس كافة ، بمن فيهم من اليهود والنصارى قالوا : لا ، ليس نذيراً لنا ، فقد جاءنا نذير من قبله ، جاءنا موسى وجاءنا عيسى . وحَلُّ هذا الإشكال أن نقول : نعم موسى عليه السلام أنذر قومه ، وعيسى عليه السلام أنذر قومه ، لكن مرَّتْ عليهم جميعاً فترات احتلفوا فيها وضَلُّوا ، ولم يأْتِ لهم نذير يردُّهم عن ضلالهم ، إذن : جاءكم النذير ، لكنكم لم تستمروا على نذارته ، وها هو محمد صلى الله عليه وسلم جاءكم نذيراً جديداً . أو : أن ما هنا بمعنى اسم موصول أى : لتنذر قوماً بالذي أنذر به آباؤهم ، كما أُنذِر آباؤهم من قبلهم . يعني : لستَ بِدْعاً من الرسل . وقوله : { فَهُمْ غَافِلُونَ } [ يس : 6 ] الغفلة أن يوجد شيء كان بخاطرك ، ثم لم يتعلَّق قلبك به حتى يدخل في مرتبة النسيان ، فلا تذكره إلا حين يأتي مَنْ ينبهك إليه ، ويُذكِّرك به ، والنسيان ليس وظيفة القلب ، إنما وظيفة العقل والذاكرة ، فلو أن القلب مُتعلِّق بالشيء ، فكلما طرأتْ عليه غفلة تعلَّق القلبُ بها يسدها ، فتظل في الذاكرة لا تغفل عنها .