Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 66-67)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني : كما ختمنا على أفواههم ومنعناهم الكلام لو شِئْنا لطمسنا أعينهم يعني : أغلقناها وسوَّيناها ، بحيث لا يظهر لها أثر في وجوههم ، وإذا طمسنا على أعينهم فقدوا البصر ، فكيف يبصرون وهم يسابقون إلى الصراط ؟ لقائل أنْ يقول : إذا فقدوا البصر على الصراط ، فقد تكون لهم بدائل وحيل تُسعفهم ، كأن يتحسس طريقه بعصا مثلاً ، أو يجد مَنْ يأخذ بيده ويرشده ، فالحق سبحانه وتعالى يُطوِّقهم من كل نواحيهم ، ويقطع أملهم في النجاة ، فيقول : { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ } [ يس : 67 ] . فالأمر لا ينتهي عند العمى والطمس على الأعين ، إنما هناك ما هو أشد ، أنْ يمسخهم في أماكنهم ويجمدهم فيها ، فلا يستطيعون حراكاً . والمسخ أنْ يصيروا كالمساخيط لا يتحرك ، أو مسخناهم يعني : حوَّلنا صورهم إلى صور قبيحة ، إذلالاً وإهانة لهم . والمعنى الأول أوجه ، لأنه تعالى قال بعدها : { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } [ يس : 67 ] . لأنهم تجمدوا في أماكنهم ، فلا حركة لهم لا إلى الأمام بالمضيِّ فى الطريق الجديد الذي هم مُقبلون عليه ، ولا حتى العودة في الطريق الذي جاءوا منه وألِفُوه .