Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 123-126)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كلمة إلياس تُكتب هكذا بالسين ، والبعض لا يكتبون السين ، إنما يكتبون اسمها فيقولون إلياسين فهما عَلَم على هذا النبي الكريم نقول : إلياس أو إلياسين اسم لمسمى واحد ، وهو غير اليَسَعَ عليهم جميعاً السلام . وهذه الآيات توضح أن سيدنا إلياس جاء بقضية عقدية ، لا بمنهج تكليفي ، جاء ليُصحح القمة العقدية في الإيمان بواجب الوجود الإله الواحد الذي يجب أنْ يُدْعى وحده ، وموكب الرسالات من لَدُنْ آدم عليه السلام إنما جاء ليصحح صِلَة المخلوق بالخالق . لذلك أثبت له أنه الخالق الرازق ، وأنه العليم القادر الحكيم العزيز … الخ ، فهو الذي خلقك وأنعم عليك ، لتتلقى أوامره برضاً ، وتُقبل عليها باطمئنان ، وإنْ لم تكُنْ عبادتك له جزاء ما قدَّم لك من النعم التي هيَِّأها لك قبل أن توجد ، فلا تكُنْ عبادتك له خوفاً من عقابه حين تعود إليه . معنى { أَلاَ تَتَّقُونَ } [ الصافات : 124 ] ألاَ للحثّ وللحضِّ على التقوى ، أو للعرض كما تقول : هل لك من كذا ؟ وقوله { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } [ الصافات : 125 ] أي : تعبدون صنماً اسمه بَعْلاً { وَتَذَرُونَ } [ الصافات : 125 ] تتركون { أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } [ الصافات : 125 ] . الحق سبحانه حين يصف نفسه بأنه تعالى أحسن الخالقين يعني : أنه سبحانه لا يضنُّ على عبده بصفة الخَلق ، فالإنسان الذي يُعمِل عقله في الكون ، ويخترع شيئاً نافعاً لمجتمعه يُسمِّيه الله خالقاً ، لأنه أبدع شيئاً جديداً لم يكُنْ موجوداً . فهو خالق ، والله أحسن الخالقين ، لأن الله يخلق من عدم محض ، أما أنت فتخلق من موجود ، خلق الله فيه حياةً ونمواً وحركة … الخ ، وخَلْقُك جامد ثابت عند شيء معين ، وقد سبق أنْ بيَّنا الفرق بين الاثنين . وتأمل هنا : الحق سبحانه ينكر عليهم أنْ يعبدوا صنماً ، ويتركوا عبادة الله لكن لم يقُلْ : وتذرون الله ، إنما { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } [ الصافات : 125 ] فذكر الوصف المشوِّق الدال على أحقيته تعالى في العبادة ، وكأنهم سألوا ، ومَنْ أحسن الخالقين ؟ فقال سبحانه : { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الصافات : 126 ] فأنا أحسن الخالقين ، وأنا ربّكم وأنا ربُّ آبائكم الأولين ، المستحق للعبادة . فماذا كان الجواب ؟ { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ … } .