Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 45-45)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة اشْمأزَّتْ يعني : نفرتْ . والإنسان حينما يسمع شيئاً لا يحبه يشمئز يعني : يظهر على سحنته الامتعاض ، ثم تحدث منه نفرة وقشعريرة كئيبة ، ثم ينصرف عن هذا الشيء ، كذلك حال هؤلاء لما سمعوا ذكر الله وحده نفرتْ نفوسهم ، وانقبضوا عن توحيد الله ، لكن لماذا ؟ قالوا : لأنك ذكَّرته بمَنْ يثق تمام الثقة أنه يملك ضُره ونفعه ، وإلا لو لم تكُنْ لديه هذه الثقة ما أثَّر ذكر الله في نفسه ، إذن : اشمأزتْ قلوبهم لأنهم خافوا من شيء ، وساعةَ سمعوا ذكر الله تذكَروا جلاله وقدرته وعظمته ، وتذكّروا أنهم مُقبلون عليه واقفون بين يديه ، ولم يعملوا لهذا الموقف . وكلمة { وَحْدَهُ } [ الزمر : 45 ] تدل على مَيْلهم إلى الشركاء ، فالمعنى : لو ذُكر الشركاء ما اشمأزتْ قلوبهم . واشمئزاز القلوب أمر غيبي ينضح على الوجه بالانفعال ، فيبدو على الوجه أنه منقبض انقباضاً مؤلماً ، والآية لم تذكر لماذا اشمأزت قلوبهم مما يدل على أن القلبَ هو المحرك الذي يعطي الجوارحَ الانفعال بواقع الأشياء عليها ، فمثلاً تقابل شخصاً فتجد نفسك مبتهجاً ، وآخر تقابله فتجد نفسك مُهتماً أو منقبضاً عنه ، فمن أين هذه الانفعالات ؟ من القلب . وقوله : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ … } [ الزمر : 45 ] أي : الشركاء { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الزمر : 45 ] أي : يفرحون ، لماذا ؟ لأنهم يظنون أنهم يشفعون لهم ، لكنهم خائبون في هذه ، وخائبون في هذه .