Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 61-61)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا هو المقابل ، فالكافرون مثواهم وإقامتهم في جهنم ، أما المؤمنون فينجيهم ربهم { بِمَفَازَتِهِمْ } [ الزمر : 61 ] أي : بفوزهم ونَيْلهم لمرادهم . ونعيم الآخرة يُنال بشكلين : إما أنْ يدخل المؤمنُ الجنةَ بدايةَ ، وإما أنْ يكون من أهل النار لكن تتداركه رحمة الله فيُزحزح عنها إلى الجنة . كما قال سبحانه : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [ آل عمران : 185 ] نعم فاز الفوز الأكبر لذلك يسمون الصحارى مفازةً مع أنها مُهلكة ينقطع فيها السائر ، لكن سمَّوْهَا مفازة تيمناً أن ينجو سالكها ، وكما يسمون اللديغ من الثعبان أو الحية يسمونه السليم ، أملاً في أنْ يَسْلم من لدغتها . وإذا ما نجاهم الله وكتب لهم الفوز فقد سَلِموا من مجرد مَسِّ العذاب { لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ الزمر : 61 ] لأن كل المشاهد التي يروْنها تفرحهم ، ولا شيء يُحزنهم أبداً ، كما قال سبحانه في موضع آخر : { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ الأنبياء : 103 ] .