Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 19-19)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني : اعلموا أن عِلْمَ الله شامل ولا يخفى عليه شيء مهما دَقَّ ، فإنْ عمَّيتم على خلق الله في الدنيا واختلستُم النظرات فيما لا يحل لكم فاعلموا أنكم لا تخفَوْنَ على الله ، ولو أيقن المؤمن بشمول علم الله وبنظره إليه ما كانت له خائنة أعين . لذلك رأينا القاضي وهو يحكم بين الناس ويتحرَّى العدل في حكمه وجد بحاسة الحق عنده أنَّ الشهود يشهدون زوراً ، لكن ماذا يفعل وهم متفقون في أقوالهم جميعاً مهما حاورهم وقلّب لهم المواقف ليكشف زيفهم وباطلهم وجدهم على لسان واحد ؟ ذلك لأن المحامي مثلاً حفّظهم الجواب ، فماذا يفعل ؟ غضب وانفعل للحق الذي يحكم به وقال كلمة هزَّتْ الشهود جميعاً ، وجعلتهم ينطقون بالحق قال لهم : والله لو عميتم على قضاء الأرض فلن تُعمُّوا على قضاء السماء . كلمة أنطقه الله بها ، فأعادتْ إليهم رشدهم وهزَّتهم من الأعماق ، فرجعوا إلى الحق . وقوله : { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } [ غافر : 19 ] يعني : علم سبحانه مكنونات الصدور وخباياها ، وهذه لا يعلمها إلا الله .