Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 20-20)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

معنى : { يَقْضِي … } [ غافر : 20 ] أي : يحكم بالحق { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } [ غافر : 20 ] أي : الأصنام وغيرها مما عبدوه من دون الله { لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ … } [ غافر : 20 ] لا يحكمون بشيء ، فليس لهم مركز في القضاء أبداً ولا حتى في الظلم ، ليس لهم أهلية لأنْ يقضوا { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } [ غافر : 20 ] . السميع لكل قول خارج عن منهجه ، العليم بكل فعل يخرج عن منهجه المشاهد لكل شيء . فالحق سبحانه وتعالى يكون هو الشاهد وهو القاضي والحاكم وهو المنفذ ، فإذا كانت السلطات عندكم متعددة في الدنيا ، فالسلطة في الآخرة لله وحده لا شريكَ له . بعد ذلك يقول سبحانه : ما بال هؤلاء الكفار الذين يعاندون الدعوة ويصادمون الرسول الذي أرسله الله لهم رحمة ، ألم ينظروا في تاريخ سابقيهم من الأمم التي كذَّبت وما جرى لهم من العقوبة ، وما حَلَّ بهم من هلاك يروْنَ هم آثاره . لقد سجَّل الحق سبحانه على نفسه ، فقال : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } [ الصافات : 171 - 172 ] . نعلم أن الإنسان يحفظ السند الذي له ولا يحفظ الذي عليه ، أما الحق سبحانه فحفظ وسجَّل هذا الوعد عليه سبحانه { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] فالحق سبحانه ضمن لرسله النصرة والتأييد ، وما كان سبحانه وتعالى ليقول كلمة ويأتي واقع الحياة ليكذِّبها . إذن : فنُصرة الرسل سُنة من سُنَن الله في كونه ، يقول سبحانه : { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ … } .