Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 15-15)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : عذاب الدنيا الذي نزل بهم ، والذي سمَّاه القرآن العذاب الأدنى { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ السجدة : 21 ] سنكشف عنهم عذاب الدخان والقحط والجوع الذي اضطرهم لأنْ يأكلوا الميتة ، سنكشفه عنكم قليلاً لنثبتَ لكم أنكم كاذبون ولو أمام أنفسكم لتقتنعوا بهذه الحقيقة لأن المؤمنين بي يعرفونها ويشهدون بها ، أما أنتم فتنكرونها . أو يكشف كذبهم أمام الناشئة ، منهم الذين لم يتمكن منهم الكفر فيحدث خلخلة في صفوفهم ، ويظهر الكافرون على حقيقتهم فلا يُقلدهم أبناؤهم الذين يتابعون هذه المواقف ، ويشاهدون كذبَ الآباء والأجداد . وفعلاً رأينا من أبناء الكافرين مَنْ أسلم وأبلى في الإسلام بلاءً حسناً أمثال عكرمة بن أبي جهل وغيره ، ممَّنْ عاينوا كذب الآباء وعدم وفائهم مع الله . من هؤلاء مصعب بن عمير فتى قريش المدلّل ، وأغنى أغنيائها ، وكان يتقلَّب في ألوان النعيم لما رأى ما عليه القوم من التناقض ، ترك الكفر إلى الإسلام ، وتركَ كلَّ مظاهر النعيم ورَضي بعيش التقشُّف . وقد رآه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد أنْ هاجر يرتدي جلد شاة على كتفه ، فتعجَّب وقال : انظروا إلى صاحبكم ، كيف فعل الإيمان به ؟ ولما مات مصعب لم يجدوا ما يكفنونه به . هؤلاء شبابٌ اختطفهم الإيمان من براثن الكفر . وقوله : { إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } [ الدخان : 15 ] يعني : راجعون مرة أخرى إلى كفركم وعنادكم وتكذيبكم لرسول الله .