Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-20)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة { لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ … } [ محمد : 20 ] ساعة تسمع كلمة لو كأنها تمنٍّ للشيء أنْ يحدث ، فهم يتمنون أن تنزل على رسول الله سورة تأمرهم بالقتال ، والسورة نزلت بالفعل لكن نزلتْ تأمرهم بالصبر وتحمّل المشاق وعدم التعرض لأعدائهم . لكن كل شيء له أوانه ، وهذا يعني أن حركة المؤمن أصبحت منضبطة بأوامر الحق ، وعناد الكفار ووقوفهم في وجه الدعوة لا يعني أن نهجم عليهم ونقاتلهم من تلقاء أنفسنا إنما ننتظر الأوامر . { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ … } [ محمد : 20 ] الذي تريدونه { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ … } [ محمد : 20 ] أي : المنافقين { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ … } [ محمد : 20 ] هذا تشبيه كنظر المغشي عليه من الموت . يعنى : المغمى عليه خوفاً وهلعاً . والمنافق سهل عليه أنْ يذهب ويصلي مع الجماعة في المسجد ، بل ويقف في الصف الأول ، لكن إذا وصلتْ المسألة للقتال اختلف الأمر وانكشف المستور من النفاق . { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ … } [ محمد : 20 ] واضحة الدلالة على المعنى المراد { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ … } [ محمد : 20 ] يقال : جاءك الموت يا تارك الصلاة ، هل أذهب للقتال وأضيع نفسي ؟ ! { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } [ محمد : 20 ] أي : الأوْلى أنهم يطيعون الأمر ويخرجون للقتال ، والعلماء فسروا هذه الآية وقالوا : { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } [ محمد : 20 ] يعني : الهلاك لهم ، وهذا تهديد إنْ لم يرجعوا عن نفاقهم .