Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 21-21)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { طَاعَةٌ … } [ محمد : 21 ] بعد { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } [ محمد : 20 ] تجعلنا نصرف نظرنا عن إثبات الهلاك لهم ونقول : طاعة منهم لأمر الله ، وقول معروف أوْلَى من موقفهم وأوْلَى من نفاقهم . { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ … } [ محمد : 21 ] يعني : صمم وجنّد عزيمته للعمل ، كما قال سبحانه : { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ … } [ آل عمران : 159 ] لكن هل الأمر هو الذي يعزم أم صاحبه ؟ إذن : هنا مبالغة جعلتْ من الأمر المعنى شخصاً يعزم ويصمم ويعقد العزم على العمل ، ذلك لأن الحديث هنا عن القتال ، والقتال هو أشقّ ما يمكن أنْ يتحمله المرء ، لأنه يعني إما الشهادة وإما النصر على العدو . { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } [ التوبة : 52 ] . إذن : { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ … } [ محمد : 21 ] أبلغ في التعبير عن المعنى من : عزمت أنت على الأمر ، فكأن الأمر نفسه هو الذي يُلح عليك ، ولا يلح عليك الأمر إلا إذا كان فيه خير كثير لك ، وهل هناك أفضل من الشهادة في سبيل الله ؟ وقصة مخيريق اليهودي مشهورة ، فبعد أنْ أعلن إسلامه نُودي للقتال فخرج وقاتل حتى قُتل ودخل الجنة وهو لم يُصَلِّ لله ركعة واحدة . لذلك قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : " مُخيريق خير يهود " صحيح احرص على الموت توهب لك الحياة ، الحياة الباقية مع الله في الجنة . وقوله : { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } [ محمد : 21 ] أي : صدّقوه في أوامره ومنهجه لكان خيراً لهم ، والخير هنا هو البراءة من الموت بعد ذلك لأنه جاد بنفسه طواعية في سبيل الله فوهبه الله الحياة عنده .