Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 24-24)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَفَلاَ … } [ محمد : 24 ] استفهام يفيد الحض والحث على التدبر { يَتَدَبَّرُونَ … } [ محمد : 24 ] يتأملون معانيه وينظرون في آياته ومعجزاته ويتبصرونها { ٱلْقُرْآنَ … } [ محمد : 24 ] هو كلام الله المنزل على قلب رسوله والذي يحمل منهجه إلى الناس ، وهو معجزة تدل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتدبره يعني تأمله ، بحيث لا نقف عند ظاهر الآيات وسطحيتها ، بل نغوص في أعماقها ونتأمل معطياتها ، ونتلمس أسرارها ، ففي القرآن كنوز نكتشف منها كل يوم جديداً . @ بَيِّنٌ فيه كل شيء ومنه آخذ قدر ذهنه كل تالي @@ وقوله : { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [ محمد : 24 ] يعني : لا يتدبرون القرآن بل على قلوبهم أقفال فلا تفهم ولا تتأمل ، على قلوبهم مغاليق تحول بينهم وبين التفاعل مع كلام الله . والله غني عن إيمان المؤمنين ، وغنيّ عن طاعة الطائعين ، فهو سبحانه لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ، وله صفات الكمال المطلق قبل أنْ يخلق هذا الخلق . فبصفات الكمال فيه سبحانه خلق ، وبصفات الكمال فيه ربى ورزق ، وبقيوميته أبقى نعمه على خَلْقه حتى الكافر منهم . تذكرون قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - حينما جاءه ضيف يطرق بابه يريد حاجة ، فخرج له سيدنا إبراهيم وسأله بداية عن دينه ، فقال : أنا مجوسي فأغلق الباب فى وجهه . ولما انصرف الرجل عاتب الله تعالى نبيه إبراهيم في هذا الرجل ، وقال له : أمن أجل بيتوتة ليلة تريد منه أنْ يغير دينه وأنا أسعه طوال عمره وهو كافر بي ، فخرج سيدنا إبراهيم في أثر الرجل حتى لحق به وقال له : تعال فقد عاتبني ربي فيك ، فقال : نعم الرب الذي يعاتب أنبياءه في أعدائه وشهد ألا إله إلا الله . إذن : الحق سبحانه وسع كلّ الخَلْق بعطاء الربوبية ، أما عطاء الألوهية فقد خصَّ به المؤمنين به .