Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 17-17)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يُروى أن هذه الآية نزلت في جماعة من الأعراب ، وقيل : من بني أسد أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فقالوا : جئناك نشهد أنْ لا إله الله وأنك رسول الله ، ولم تبعث إلينا بعثاً ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان . فأنزل الله : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [ الحجرات : 17 ] . إذن : مَنْ يمنُّ على مَنْ ؟ أنتم لا ينبغي أنْ تمنُّوا بإسلامكم على رسول الله ، لأن إسلامكم في صالحكم يعود عليكم بالنفع ، فالإسلام هو الذي أمنَّكم من القتال والحرب والأسْر ، وأخذتم ما يتميز به المسلم من حَقٍّ في الزكاة والحماية ، والله تعالى لا تنفعه طاعة ، ولا تضره معصية . إذن : لا تمنُّوا بإسلامكم { بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ … } [ الحجرات : 17 ] لأنه أرشدكم إلى طريق الصواب والهداية { أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ … } [ الحجرات : 17 ] إذن : إنْ كان هناك منة ، فالمنّة منّ الله عليكم ، لأن طاعة الله والسير على منهجه هو الذي يحمي لكم حركة الحياة ويُنظمها حتى لا تتعارض مصالحكم . { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [ الحجرات : 17 ] أي : في ادعائكم الإيمان ، وإنْ تفيد الشك فكأنهم يمنُّون بشيء هم كاذبون فيه ، وحتى لو كانوا صادقين ما كان لهم أنْ يمنُّوا به .