Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 8-8)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الفضل يعني الزيادة ، والمراد هنا أن الله تعالى عاملهم بمزيد من نعمه وكرمه . قالوا لأحد الصالحين : احكم بيننا ، فقال : بالعدل أم بما هو أحسن من العدل ؟ قالوا : وهل هناك أحسن من العدل ؟ قال : أحسن من العدل الفضل ، العدل أنْ تأخذ حقك ، والفضل أنْ تتنازل عنه تفضلاً . كذلك نِعَم الله علينا من باب الفضل ، لأن التكليف الذي كلَّفنا الحق به يعود علينا نحن بالمصلحة ولا ينتفع الله منه بشيء ، لأنه سبحانه الغني عن خَلْقه لا تنفعه طاعة ، ولا تضره معصية ، وهو سبحانه بصفات الكمال فيه خلقنا ، إذن : النعم ليستْ مقابلاً للطاعة ، إنما هي محْضُ فضل من الله . أما في مثله قوله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] فسمَّى لهم أجراً ليعلموا أن عملهم مقبولٌ ، وسيُجزون عليه الجزاء الأوفى . وقوله سبحانه : { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ الحجرات : 8 ] عليم وعلمه محيط لا يخفى عليه شيء من أمرك ، والسر عنده علانية { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } [ غافر : 19 ] . إذن : إياك أنْ يخالط عملك نفاقٌ أو رياء أو عجب أو كبرياء . وقلنا : إن الله تعالى يريد القلوب لا مجرد عمل الجوارح . ثم هو سبحانه { حَكِيمٌ } [ الحجرات : 8 ] يدبر شئون ملكه بمقتضى حكمته تعالى ، والحكيم هو الذي يضع الشيء في موضعه المناسب .