Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 43-43)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يوضح سبحانه : كيف يأتون طلبا للحكم منك وعندهم التوراة ، وهم لم يؤمنوا بك يا محمد رسولاً من الله ، فكيف يرضاك من لم يؤمن بك حَكَما ؟ لا بد أن في ذلك مصلحة مناقضة لما في التوراة ، ولو لم تكن تلك المصلحة مناقضة لنفذوا الحكم الذي عندهم ، وهم إنما جاءوا إليك يا رسول الله طمعا في أن تعطي شيئا من التسهيل وظنوا - والعياذ بالله - أنك قد توفر لهم أكل السُّحت وسماع الكذب . { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ } وهي مسألة عجيبة يجب أن يُفطن إليها لأن عندهم التوراة فيها حكم الله ، فلو حكموك في أمر ليس في التوراة لكان الأمر مقبولاً ، لكن أن يحكموك في أمر له حكم في التوراة ، وبعد ذلك يطلعك الله عليه لتكشفه فتقول يا رسول الله : هاتوا ابن صوريا ليأتي بحكم التوراة . ويعترف ابن صوريا بوجود حكم الرَّجم في التوراة . إذن هم رغبوا في الاحتيال ، وأراد الله أن يثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم لوناً في الإعلام عن هؤلاء المارقين على أحكام الله ، هم يعلمون أن الرسول أُمّي ، لم يقرأ ولم يكتب ، فمن الذي أخبره بالحكم الموجود بالتوراة ؟ إذن أخبره من أرسله ، وإذا كانوا قد أرادوا البحث عن حكم مُخفَّف فالحق أراد ذلك ليكون سَبباً من أسباب الخزي لهم . { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } [ المائدة : 43 ] وهذا دليل على أن الرسول عندما حكم بغير مطلوب تيسيرهم . أعرضوا عن الحكم . ولو كانوا طالبين للحكم بادئ ذي بدء لقبلوا الحكم بالرجم كما قاله لهم رسول الله ، لكنهم غير مؤمنين حتى بتوراتهم . ويقول سبحانه من بعد ذلك : { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ … } .