Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 5-6)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : ما تُوعدون من البعث والحساب { لَصَادِقٌ … } [ الذاريات : 5 ] حق وواقع { وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٌ } [ الذاريات : 6 ] الدين يعني يوم الدين ، يوم الجزاء على الأعمال { لَوَٰقِعٌ } [ الذاريات : 6 ] جَارٍ وحادث لا شكّ فيه . لكن ما مناسبة القسَم بهذه الأشياء على صدق يوم الدين ؟ قالوا : حين تنظر إلى الكون الذي نعيش فيه تجد أن الخالق سبحانه خلق فيه كل شيء وكل المقومات هذه كما هي في كون الله منذ خلقها الله ، وهي باقية إلى يوم القيامة ، بحيث لا يُعاد في الخَلْق إلا الإنسان . خذ مثلاً الماء أو الهواء اللذين أقسم الله بهما تجد الماء هو هو منذ خلق اللهُ هذا الكون ، لا يزيد ولا ينقص ، لأنه يدور في دائرة تعود به إلى الماء الطبيعي الذي خلقه الله . فأنت مثلاً تشرب في رحلة الحياة عدة أطنان من الماء مثلاً ، هل تبقى فيك ؟ أبداً إنما تخرج منك على هيئة بول وعرق وخلافه وتعود مرة أخرى إلى مصدرها ، وهكذا حتى القدر القليل الذي يتبقى في جسم الإنسان تمتصه الأرض بعد موته ويعود إلى المياة الجوفية . إذن : هنا إشارة إلى أنك تُولد وتموت وتعود ونأتي بك مرة أخرى ، فخذ من الكون المادي حولك دليلاً على إمكانية إعادتك مرة أخرى ، خذ المادي المشاهد دليلاً على صدق الغيب الذي أخبرك الله به ، إذن : لا تستبعد أن الشيء الذي يفنى يعود مرة أخرى . ثم يقول سبحانه : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ … } .