Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 7-9)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا قَسَم آخر يقسم الحق سبحانه بالسماء { ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } [ الذاريات : 7 ] من مادة حَبَكَ نقول مثلاً : هذا الشيء محبوك يعني : صُنع بدقة لا زيادةَ فيه ولا نقصان ، وهكذا السماء نراها ملساء مستوية ليس فيها شقوق ولا فطور ، لأنها خُلقتْ بدقة وإحكام ، وقالوا : { ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } [ الذاريات : 7 ] أي : الطرق التي تسلكها الكواكب في سَيْرها . وجواب هذا القسم { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } [ الذاريات : 8 ] والكلام عن كفار مكة المعاندين لرسول الله الذين اختلفت أقوالهم فيه كأنَّ الحق سبحانه يعطيهم إشارة إلى أن القول يجب أنْ يكون واحداً قصداً لا التواءَ فيه ، كما في خَلْق السماء خَلْقاً محكماً لا اختلافَ فيه . كما قال : { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } [ الرحمن : 7 - 9 ] فالسماء استوت واستقامت لأنها خُلقت بميزان الحق ، فإن أردتم أنْ تستقيم أموركم فأقيموها على وفق هذا الميزان ، وإلا اختلفتم واختلفتْ أقوالكم . ومعنى { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } [ الذاريات : 9 ] أي : يُصرف عنه أي عن رسول الله وعن الإيمان به { مَنْ أُفِكَ } [ الذاريات : 9 ] صرفته الشياطين عن الإيمان ، فمن مهمة الشيطان أنْ يصرف أهل الحق عن الحق ، وأنْ يُزِّين لهم الباطل { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 121 ] .