Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 20-20)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاتكاء هيئة من هيئات الجلوس ، لا يجلس على مقعدته إنما يجلس على جنب ، وهي جلسة تدل على الراحة والطمأنينة ، وأنه لا يوجد شيء يُنغصها . أما المهموم والعياذ بالله فتجده في جِلْسته قلقاً لا يكاد حتى يسند ظهره إلى مسند ، لماذا ؟ لأن عنده ما يشغله حتى عن الراحة في الجلسة . فقوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ … } [ الطور : 20 ] دَلتْ على هدوء البال وخُلوّه من المنغِّصات والهموم { عَلَىٰ سُرُرٍ … } [ الطور : 20 ] جمع سرير ، وهو ما يُجلس عليه . ولفظه يدل على السرور { مَّصْفُوفَةٍ … } [ الطور : 20 ] منظمة مُنسّقة ، موصولاً بعضها ببعض . لذلك لما ذهبنا إلى فرنسا شاهدنا هناك فنادق غاية في الروعة والجمال والراحة ، اندهش منها الناس ، فقلت لهم : تندهشون من هذا الذي أعدَّه البشر للبشر ، فما بالكم بما أعدَّه ربُّ البشر للبشر ؟ ومعنى : { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } [ الطور : 20 ] أي : قرناهم بالحور العين ، والفعل زوّج يتعدَّى بنفسه تقول : زوَّجتُ فلاناً فلانة ، لأن الزواج هنا مصلحة متبادلة يتمتع بها الزوج والزوجة معاً . أما في تزويج الحور العين فهي مصلحة من جانب واحد ، فالمؤمن في الجنة يتمتع بالزواج بالحوراء ، أما هي فليس لها متعة في ذلك ، فقال { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } [ الطور : 20 ] فتعدّى الفعل بالباء . ومعنى : الحور العين ، جمع حوراء وهي شديدة بياض العين وشديدة سوادها ، والعين جمع عيناء ، وهي واسعة العينين في جمال وملاحة .