Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 21-21)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ … } [ الطور : 21 ] أي : آمنوا بالله وحده لا شريك له ، وأنه واحد أحد ، واعتقدوا ذلك ، واحد أي ليس معه غيره ، وأحدٌ أي في ذاته ، وأحد ليس له أجزاء { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] . والإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا صحبه عملٌ بمقتضى هذا الإيمان ، عمل بالمنهج الذي وضعه لك مَنْ آمنت به ، لذلك قرن في مواضع كثيرة بين الإيمان والعمل الصالح ، فقال : { آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ … } [ الطلاق : 11 ] . وقوله تعالى : { وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ … } [ الطور : 21 ] فالرجل آمن وعمل صالحاً واتبعتْه في هذا ذريته من بعده ، آمن مثله ، لكن عمله دون عمل أبيه وأقلّ منه ، فالحق سبحانه بكرمه ورحمته بالذرية ، وكرامةً للأب المؤمن يرفع إليه ابنه إلى المرتبة الأعلى . { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ … } [ الطور : 21 ] ما نقصناهم شيئاً ، زدنا الأبناء ولم ننقص الآباء ، لأن شرط الإيمان متوفر في الاثنين ، أما العمل فإنْ قَلَّ يُجبر تفضّلاً من الله وتكرّماً . معنى ذرية هي النسل المتسلسل ، فذرية الرجل أولاده وأولاد أولاده ، فالأب من الذرية ، والابن من الذرية ففيها تسلسل النسب ، والذرية قسمان : ذرية قبل التكليف وذرية بعد التكليف . والمراد هنا الذرية المكلَّفة والمطلوب منها الإيمان والعمل الصالح . وكلمة { وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ … } [ الطور : 21 ] أي : أيّ شيء مهما كان صغيراً . وقوله تعالى : { كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } [ الطور : 21 ] رهين صيغة مبالغة على وزن فعيل ، وهذا الوزن يأتي فعيل بمعنى فاعل مثل رحيم أي : راحم . وتأتي فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل أي : مقتول . وهنا رهين بمعنى مرهون من الرهن ، والرهن كما تعرفون شيء عيني يجعله المحتاج للمال عند صاحب المال ضماناً له حتى يقضي دَيْنه ، فالرهن موقوف على المال حتى يعود إلى صاحبه ، كذلك العبد يوم القيامة مرهون بعمله محبوس عليه . أو نقول : رهين بمعنى راهن فاعل أي : راهن عمله إنْ خيراً وجده خيراً . وإنْ شراً وحده شراً .