Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 133-133)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهنا يحنننا الله سبحانه وتعالى إلى عبادته ، وإلى تكاليفه يحنننا إلى فضيلة الطاعة ، وكل ذلك لمصلحتنا وهذا مطلق الربوبية الرحيمة ، فيحسن لنا الجزاء ، ويفخم لنا لنعمل لصالحنا نحن لأن كل أعمالنا - كما قلنا - لا تزيد في ملك الله قدر جناح بعوضة ، وكل معصياتنا لا تنتقص من ملك الله قدر جناح بعوضة لأن الله بكل صفات الكمال خلقنا ، ولن نزده نحن شيئاً . لقد أوجد الدنيا من عدم ، وفرق بين الصفة القائمة بذات الله ، وإيجاد متعلَّق الصفة . فالله خالق والله رحمن ، والله رحيم ، والله قهار ، وسبحانه رحمن ورحيم وقهار وخالق حتى قبل أن يبرز ويظهر ما يخلقه لأنه بصفة الخالق فيه خَلَق ، وهو رزَّاق قبل أن يخلق المرزوق ، فالصفة موجودة فيه قائمة به ، وبهذه الصفة رزق ، وبوجود هذه الصفات فيه يقول للشيء كن فيكون ، وله هذا الكون كله ، وهو غني عن العباد وله كل الملك ، وكذلك خلق التوبة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة " . { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } [ الأنعام : 133 ] . إذن فالخلق مستمر الإيجاد من العدميات وهو دليل على أن صفة الخالقية موجودة . @ وما آدم في منطق العقل واحد ولكنه عند القيام أوادم @@ فالكون كله من أول آدم موجود ، وكل الكون المسخر لآدم كخليفة في الأرض خاضع لله ، فإن شاء أذهب الخلق وأتى بخلق جديد . ويقول الحق بعد ذلك : { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ … } .