Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 134-134)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والحق سبحانه وتعالى لأنه لا إله إلا هو ، إذا وعد فلابد أن يتحقق وعده ، وإذا أوعد فلابد أن يأتي وعيده . والوعد إذا أطلق فهو في الخير ، والوعيد يكون في الشر . والذي يخلف الوعد أو الوعيد من الخلق فهذا أمر متوقع لأنه من الأغيار ، فيتغير رأيه فلم يعد أهلاً لهذا الوعد لأنه ربما يكون قد وعد بشيء كان يظن أنه في مكنته ، وبعد ذلك خرج عن مكنته ، فليس له سيطرة على الأشياء ، لكن إذا كان من وعد قادراً ، ولا يوجد إله آخر يناقضه فيما وعد أو أوعد به فلابد أن يتحقق الوعد أو يأتي الوعيد … ولذلك حينما يحكم الله حكماً فالمؤمن يأخذ هذا الحكم قضية مسلمة لأنه لا إله مع الله سيغير الحكم ، وسبحانه ليس من الأغيار ، والمثال أنه قال : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } [ المسد : 1 - 5 ] وهذا وعيد في أمر لهم فيه اختيار ، ومع ذلك لم يسلموا . وجاء بعدها ما يؤكد لكل مسلم : إياك أن تأخذ هذه القضية مأخذ الشك ، وتقول : قد يتوب أبو لهب هذا وزوجه ويسلمان ، ألم تتب هند ؟ ! ألم يسلم أبو سفيان ؟ ! . لكنه سبحانه عالم بما يصير إليه اختيار أبي لهب واختيار زوجه ، وإن كان كل منهما مختاراً ، ولا يوجد إله سواه ليغير الأمر عما قال . { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] . أي لا يوجد إله أخر ليعدل هذا الأمر . { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } [ الأنعام : 134 ] . قد يظن بعض الناس أن الله قد يأتي بما وعد به لكنهم قد يهربون منه ، ولكن ليس الأمر كما يظنون فالوعد آت وأنتم لا تستطيعون الهرب منه ، ولا أحد بقادر على أن يمنع الله عن تحقيق ما وعد أو أوعد ، ولن تفروا من وعده أو وعيده ، ولن تغلبوا الله أو تفوتوه وتعجزوه فالله غالب على أمره . ويقول سبحانه من بعد ذلك : { قُلْ يَاقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ … } .