Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 4-4)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كأن الآيات الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدق البلاغ عن ربه لا تقنعهم ، بل يعرضون عنها . مع أن الواجب كان يقتضي أن يرهفوا الآذان لما يحل لهم لغز الحياة . وما زال الإعراض مستمراً حتى زماننا هذا بالرغم من أننا توصلنا إلى معرفة العمر الافتراضي لبعض الأشياء التي من صناعتنا مثل مصباح الكهرباء الذي يتغير بعد كل فترة ، وغيره من الأجهزة ، ولكنا لا نعرف العمر الافتراضي للشمس ولم تحتج إلى صيانة ذات مرة ، ولم نجد من يسأل : وكيف يحدث كل هذا الإعجاز ؟ . وقد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليبين لنا أن الذي خلق الخلق كله يخبرنا بمطلوبه ويفسر لنا الكون ، ولكن الإنسان يعرض عن ذلك . إن أول " مطب " يقع فيه الإنسان ، أنه تأتيه الآيات التي تدل على لغز هذا الوجود من خالق الوجود ، وكيفية تدبير الكون قبل وجود الإنسان ، وكيفية جعل ما في الكون من قوت يقيم به حياته ويستبقي نوعه ، وبرغم ذلك ينصرف عن سماع كل ذلك . إن الكفار لم يعرضوا فقط ، بل انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهي التكذيب ، فلم يكتفوا بترك خبر الإيمان والإعراض عنه ولكنهم يزيدون في ذلك ما يوضحه الحق بقوله : { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ … } .