Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 132-132)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي وقال قوم فرعون لموسى عليه السلام : أي شيء تأتينا به من المعجزات لتصرفنا عما نحن عليه فلن نؤمن لك ، وسموا ما جاء به موسى " آية " استهزاء منهم وسخرية . وكل هذه مقدمات تبرز الإِهلاك الذي قال الله فيه : { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ … } [ الأعراف : 129 ] . وأعلنوا أن ما جاء به موسى هو سحر على الرغم من أنهم رأوا السحرة الذين برعوا في السحر وعرفوا طرائقه وبذّوا فيه سواهم قد خروا ساجدين وآمنوا ، كيف يحدث هذا والسحرة كلهم جُمِعوا إلى وقت معلوم ؟ وشهد كل الناس التجربة الواقعية التي ابتلعت فيها عصا موسى كل سحر السحرة فآمنوا وسجدوا ، فكيف يتأتى لمن لا يعرفون السحر أن يتهموا موسى بالسحر ؟ وكيف يظنون أن ما يأتي به من آيات الله هو لون من السحر ؟ . إنهم يقولون كلمة " مهما " وهي تدل على استمرارية العناد في نفوسهم مثلما يقول واحد لآخر : لقد صممت على ألا أقبل كلامك ، فيكرر الرجل : انتظر لتسمع حجتي الثانية فقد تقنعك ، فيقول : مهما تأتني من حجج فلن أسمع لك ، وهذا يعني استمرارية العناد والجحود والتمرد ويقدمون حيثيات هذا الجحود فيقولون : { وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 132 ] . وإذا كانوا يظنون أن آيات الله التي مع موسى من السحر ، فهل للمسحور إرادة مع الساحر ؟ . ولو كانت المسألة سحراً لسحركم وانتهى الأمر . وقلنا قديماً في الرد على الذين قالوا : إن محمداً يسحر ليؤمنوا به ، قلنا إذا كان هو قد سحر الناس ليؤمنوا به ، فلماذا لم يسحركم لتؤمنوا وتنفض المسألة ؟ إن بقاءكم على العناد دليل على أنه لا يملك شيئاً من أمر السحر . وأنت ساعة تسمع كلمة " مهما " تعرف أن هناك شرطاً ، وله جواب ، ويقول العلماء : إن أصلها " مه " أي كُفّ عن أن تأتينا بأية آية فلن نصدقك . وهذا يعني أن هناك إصراراً وعناداً على عدم الإِيمان . ويبين الحق عقابه لهم على ذلك : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ … } .