Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 149-149)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا يوضح لنا أن عبادة العجل بين قوم موسى صار لها جمهور . لكن الناس الذين امتلكوا قدراً من البصيرة ، أو بقية إيمان قالوا : هذه الحكاية سخيفة ، وما كان لنا أن نفعلها وندموا على ما كان ، ويقال : سُقِط في يده ، وهذه من الدلالات الطبيعية الفطرية التي لا تختلف فيها أمة عن أمة ، بل هي في كل الأجناس ، وفي كل لغة تشير إلى أن الإِنسان إذا ما فعل فعلاً وحدث له عكس ما يفعل يعض على الأنامل ندماً وغمًّا ، وهذه من الدلالات الفطرية الباقية لنا من الالتقاء الطبيعي في المخاطبات ، في كل الأجناس . ويعض الإِنسان الأنامل لأنه عمل شيئاً ما كان يصح أن يعمله ، فإذا كان الشيء عظيماً فهو لا يكتفي بالأنملة بل يمسك يده كلها ويعضها . والحق يقول : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ … } [ الفرقان : 27 ] . و " سُقط في أيديهم " أي جاءت أنيابهم على أيديهم ، كأن الندم بلغ أشده ، إن ذلك حدث من التائبين الذين أبصروا بعيونهم ورأوا أن ذلك باطل وخسران . أي قالوا : لئن لم يتداركنا الله برحمته ومغفرته لنكونن من الهالكين ، وهذا اعتراف منهم بذنبهم والتجاء إلى الله عز وجل . ويقول الحق بعد ذلك : { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ … } .