Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 25-25)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كأنه قال : { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } فأحب أن يعطينا الصور لرحلة الحياة ، ويرسم لنا علاقتنا بالأرض التي قال فيها : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً … } [ البقرة : 30 ] . فقد ربطنا بالأرض . إيجاداً من طينها ، ومتعة بما فيها من ميزات ، وخيرات وثمرات ، ثم نموت لنعود لها ونبعث من بعد ذلك . فالإِنسان منا من الأرض ، منها يحيا وفيها يموت ، ويذهب إلى أصله ومرجعه ، إلى الأم الأرض ، فهي تكفته وتضمه وتأخذه في حضنها فهي الحانية عليه وبخاصة في وقت ضعفه . وساعة ما يكون الإِنسان في حالته الطيبة ، وله أخ حالته عكس ذلك فإن قلب الأم إنما يكون مع الضعيف ، ومع المريض ، ومع الصغير . والأرض هي التي تأخذ كل البشر ، تأخذ الإِنسان وتمص منه الأذى ، وتداري رائحته ، أمّا أحبابه في الدنيا وإخوانه ، فقد سارعوا بمواراته التراب تفادياً لرحلة التحلل . وبمجرد أن يموت الإنسان ، أول ما يُنْسىَ هو اسمه فيقولون : " أين الجثة " ، ولا يقولون : " أين فلان " . وبعد الكفن يوضع الجثمان في النعش ، ليوارى في التراب ويدمدم اللحاد عليه برجليه . وينتقل الحق بعد ذلك بالخطاب إلى أبناء آدم فيقول : { يَابَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا … } .