Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 2-2)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وساعة تسمع " أنزل " فافهم أنه جاء من جهة العلو أي أن التشريع من أعلى . وقال بعض العلماء : وهل يوجد في صدر رسول الله حرج ؟ . لننتبه أنه ساعة يأتي أمر من ربنا ويوضح فيه { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } ، فالنهي ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما النهي للحرج أو الضيق أن يدخل لرسول الله ، وكأنه سبحانه يقول : يا حرج لا تنزل قلب محمد . لكن بعض العلماء قال : لقد جاء الحق بقوله سبحانه : { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } لأن الحق يعلم أن محمداً قد يضيق صدره ببشريته ، ويحزن لأنهم يقولون عليه ساحر ، وكذاب ، ومجنون . وإذا ما جاء خصمك وقال فيك أوصافاً أنت أعلم منه بعدم وجودها فيك فهو الكاذب لأنك لم تكذب ولم تسحر ، وتريد هداية القوم ، وقوله سبحانه : { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } قد جاء لأمر من اثنين : إما أن يكون الأمر للحرج ألا يسكن صدر رسول الله ، وإما أن يكون الأمر للرسول طمأنة له وتسكيناً ، أي لا تتضايق لأنه أنزل إليك من إله ، وهل ينزل الله عليك قرآناً ليصبح منهج خلقه وصراطاً مستقيماً لهم ، ثم يسلمك إلى سفاهة هؤلاء ؟ لا ، لا يمكن ، فاطمئن تماماً . { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 2 ] . والإِنذار لا يكون إلا لمخالف لأن الإِنذار يكون إخباراً بشر ينتظر من تخاطبه . وهو أيضاً تذكير للمؤمنين مثلما قال من قبل في سورة البقرة : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [ الآية : 2 ] . وهنا نلاحظ أن الرسالات تقتضي مُرْسِلاً أعلى وهو الله ، ومُرَسَلاً وهو الرسول ، ومُرْسَلاً إليه وهم الأمة ، والمرسَل إليه إما أن يستمع ويهتدي وإما لا ، وجاءت الآية لتقول : { كِتَابٌ أُنزِلَ } من الله وهو المرسِل ، و " إليك " لأنك رسول والمرسَل إليهم هم الأمة ، إما أن تنذرهم إن خالفوا وإما أن تذكرهم وتهديهم وتعينهم أو تبشرهم إن كانوا مؤمنين . ويقول الحق بعد ذلك : { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ … } .