Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 36-36)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولماذا يكون مصير المكذبين بالآيات والمستكبرين عنها أن يكونوا أصحاب النار ويكونوا فيها خالدين ؟ لأنهم وإن تيسرت لهم أسباب الحياة لم يضعوا في حسابهم أن يكون لهم نصيب في الآخرة ولم يلتفتوا إلى الغاية ، وغاب عنهم الإِيمان بقول الحق : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } [ الشورى : 20 ] . وهب أن الواحد منهم قد أخذ ما أخذ في الدنيا ، فلماذا نسي أنها موقوتة العمر ؟ ولماذا لم يلتفت إلى الزمن في الآخرة ؟ . عليك أن تعلم أنك في هذه الدنيا ، خليفة في الأرض ، وما دمنا جميعاً أبناء جنس واحد ومخلوقين فيها والسيادة لنا على الأجناس فلا بد أن تكون لنا غاية متحدة لأن كل شيء اختلفنا فيه لا يعتبر غاية ، فالغاية الأخيرة هي لقاء الله لأن النهاية المتساوية في الكون هي الموت ليسلمنا لحياة ثانية ، فالذي يستكبر عن آيات الله هو من دخل في صفقة خاسرة لأن من يقارن هذه الدنيا بالحياة الأخرى سيجد أن زمن الإِنسان في الدنيا قليل ، وزمن الآخرة لا نهاية له . وعمر الإِنسان في الدنيا مظنون غير متيقن ، والمتعة فيها على قدر أسباب الفرد وإمكاناته ، لكن الآخرة متيقنة ، ونعيم المؤمن فيها على قدر طلاقة قدرة الله . { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ الأعراف : 36 ] . وأصحاب النار . يعني أن يصاحب ويلازم المذنب النار كما يصاحب ويلازم الإِنسان منا صاحبه لأن النار على إلف بالعاصين ، وهي التي تتساءل : { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } ؟ . ويقول الحق بعد ذلك : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ … } .