Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 38-38)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ويوضح لنا الحق أنه بأوامر " كن " سيدخلون النار كما دخلتها أمم قد خلت من قبلهم فليسوا بدعاً ، وليدخلوا معهم إلى المصير الذي يذهبون إليه ، وهم أمم خليط لأن الكفر سوف يلتقي كله في الجزاء . إن الاقتداء بالأمم التي سبقت هو الذي قادهم إلى الكفر فالأمم التي سبقت كانت أسوة في الضلال للأمة التي لحقت ، فإذا ما دخلوا لعنوهم . وهب أن إنساناً دخل مرة السجن لجرم ارتكبه ، وبعد ذلك دخل عليه من كان يغريه بالجرم . ومن كان يزين له ، ومن اقتدى به . بالله ساعة يلتقيان في السجن ألا يلعن الأول الثاني ؟ { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 38 ] . وبعد أن يلحق بعضهم بعضاً ويجتمعوا ، يحدث بينهم هذا الحوار العجيب : { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ … } [ الأعراف : 38 ] . فإن قلت الأخرى أي التي دخلت النار متأخرة كانت الأولى هي القدوة في الضلال وقد سبقتهم إلى النار ، { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ } ، أي أن الأولى هم القادة الذين أضلوا ، والطائفة الأخرى هم الأتباع الذين قلدوا . { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } . وهم يتوجهون بالكلام إلى ربنا : { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } . كيف يتأتى هذا ؟ . وكان المقياس أن يقول : قالت أخراهم لأولاهم أنتم أضللتمونا لكن جاء هذا القول ، لأن الذين أضلوا غيرهم أهون من أن يخاطبوا ولأن الموقف كله في يد الله ، وإذا ما قالوا لله المواجه للجميع : { هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } فهؤلاء ، هذه إشارة إليهم ، فكأن القول موجه لله شهادة منهم إلى من كان وسيلة لإضلالهم وهم يقولون لربنا هذا حتى يأخذوا عذاب الضعف من النار مصداقاً لقوله الحق : { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ … } [ الأعراف : 38 ] . فقال الله لهم جميعاً : { لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } . فلكل أمة منهم ضعف العذاب بما ضلت وأضلت . ونفهم أن الضّعْف معناه " شيء مساوٍ لمثله " ، فأنتم أيها المقلدون غيرهم قد أضللتم سواكم بالأسوة أيضاً لأنكم كثّرتم عددهم وقويتم شوكتهم وأغريتم الناس باتباعهم . ويكون لكم ضعف العذاب بحكم أنكم أضللتم أيضاً ، وأنتم لا تعلمون أن من يحاسبكم دقيق في الحساب ، ويعطي كل إنسان حقه تماماً . وماذا تقول أولاهم لأخراهم ؟ يقول الحق سبحانه : { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ … } .