Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 64-64)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهنا يتكلم الحق عن حكاية الإنجاء ، ونعلم المقدمة الطويلة التي سبقت إعداد سيدنا نوح عليه السلام للرسالة ، فقد أراد الله أن يتعلم النجارة ، وأن يصنع السفينة . { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ } [ هود : 38 ] . ولم يجيءالحق هنا بسيرة الطوفان التي قال فيها في موضع آخر من القرآن : { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } [ القمر : 11 ] . وجاء الحق هنا بالنتيجة وهي أنهم كذبوه . { فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } [ الأعراف : 64 ] . وكانت هذه أول حدث عقابي في تاريخ الديانات لأن رسالة نوح عليه السلام هي أول رسالة تعرضت إلى مثل هذا التكذيب ومثل هذا العناد ، وكان الرسل السابقون لنوح عليهم البلاغ فقط ، ولم يكن عليهم أن يدخلوا في حرب أو صراع ، والسماء هي التي تؤدب ، فحينما علم الحق سبحانه وتعالى أنه بإرسال رسوله صلى الله عليه وسلم ستبلغ الإِنسانية رشدها صار أتباع محمد مأمونين على أن يؤدبوا الكافرين . وفي تكذيب نوح عليه السلام يأتينا الحق هنا بالنتيجة . { فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } ولم يقل الحق : كيف أنجاه ولم يأت بسيرة الفلك ، بل أخبر بمصير من كذبوه ، ويأتي بالعقاب من جنس الطوفان . { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } [ الأعراف : 64 ] . هناك " أعمى " لمن ذهب بصره كله من عينيه كلتيهما ، وهناك أيضاً عَمِه وأَعْمَهُ ، والعَمَهُ في البصيرة كالعمى في البصر … أي ذهبت بصيرته ولم يهتد إلى خير . ثم انتقل الحق إلى رسول آخر . ليعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة فيه أيضاً . فبعد أن جاء بنوح يأتي بهود .