Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 97-98)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ونلحظ وجود ذ " همزة استفهام " و " فاء تعقيب " في قوله : { أَفَأَمِنَ } وهذا يعني أن هناك معطوفاً ومعطوفاً عليه ، ثم دخل عليهما الاستفهام ، أي أنهم فعلوا وصنعوا من الكفر والعصيان فأخذناهم بغتة ، أبعد ذلك أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا وعذابنا بياتاً أو ضحى كما صنع بمن كان قبلهم من الأمم السابقة ؟ هم إذن لم يتذكروا ما حدث للأمم السابقة من العذاب والدمار . ويوضح الحق أن الذين كذبوا من أهل القرى ، هل استطاعوا تأمين أنفسهم فلا يأتيهم العذاب بغتة كما أتى قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب ؟ والبأس هو الشدة التي يؤاخذ بها الحق سبحانه الأمم حين يعزفون عن منهجه . وما الذي جعلهم يأمنون على أنفسهم أن تنزل بهم أهوال كالتي نزلت بمن سبقهم من الأمم . وحين يتكلم الحق عن الأحداث فهو يتكلم عما تتطلبه الأحداث من زمان ومكان لأن كل حدث لا بد له من زمن ولا بد له من مكان ، ولا يوجد حدث بلا زمان ولا مكان ، والمكان هنا هو القرى التي يعيش فيها أهلها ، والزمان هو ما سوف يأتي فيه البأس ، وهو قد يأتي لهم بياتاً وهم نائمون ، أو يأتي لهم ضحى وهم يلعبون ، وهذه تعابير إلهية ، والإِنسان إذا ما كان في مواجهة الشمس فالدنيا تكون بالنسبة له نهاراً . والمقابل له يكون الليل . وقد يجيء البأس على أهل قرية نهاراً ، أو ليلاً في أي وقت من دورة الزمن ، ونعلم أن كل لحظة من اللحظات للشمس تكون لمكان ما في الأرض شروقاً ، وتكون لمكان آخر غروباً ، وفي كل لحظة من اللحظات يبدأ يوم ويبدأ ليل ، إذن أنت لا تأمن يا صاحب النهار أن يأتي البأس ليلاً أو نهاراً ، وأنت يا صاحب الليل لا تأمن أن يكون البأس نهاراً أو ليلاً . وأهل القرى هم الذين قال الله فيهم : { وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ الأعراف : 96 ] . وما داموا قد كذبوا فمعنى ذلك أنهم لم يؤمنوا برسول مبلغ عن الله ، وتبعاً لذلك لم يؤمنوا بمنهج يحدد قانون حركتهم بـ " افعل " و " لا تفعل " . إذن فنهارهم هو حركة غير مجدية ، وغير نافعة ، بل هي لعب في الحياة الدنيا ، وليلهم نوم وفقد للحركة ، أو عبث ومجون وانحراف ، وكل من يسير على غير منهج الله يقضي ليله نائماً أو لاهيّاً عاصيّاً ، ونهاره لاعباً لأن عمله مهما عظُم ، ليس له مقابل في الآخرة من الجزاء الحسن . ويقول الحق بعد ذلك : { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ … } .