Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 27-27)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه هي عظمة الخالق ، الرحمن الرحيم ، فهو يفتح الباب دائماً لعباده لأنه هو خالق هذا الكون ، وكل من عصى يفتح الله أمامه باب التوبة ، وهذه مسألة منطقية لأن الذي يكفر والذي يعصي لا يضر الله شيئاً ، ولكنه يؤذي نفسه ويحاول أن يفتري على نواميس الحق ، وحين يعلم العاصي أنه لا ملجأ له إلا الله ، فالله عز وجل يفتح له باب التوبة . وبعد أن بيَّن الله سبحانه وتعالى لنا في هذه السورة أن الله ورسوله بريء من المشركين ، وكشف عن طبيعتهم بأنهم لا عهد لهم ولا ذمة ، ويصفي هذه المسائل تصفية عقدية في { بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } [ التوبة : 1 ] ، وطلب منا أن ننهي العقود التي بيننا وبينهم … فمن نقضَ العهد انتهى عهده ، ومن حافظ عليه حافظنا نحن على العهد إلى مدته ، ثم طلب من المشركين ألا يقربوا المسجد الحرام ، وصفَّى أي ضغينة أو ذنب بفتح باب التوبة . ومن بعد ذلك ينتقل سبحانه من المعاهدة التي انتهت مع ذوات الكفار إلى ذوات الكفار بأنفسهم ، فيقول تبارك وتعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـٰذَا … } .