Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 52-52)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وسبحانه وتعالى بهذه الآية إنما يرد على من يحزن إن أصابت الحسنة المؤمنين ، ويفرح إن أصابتهم مصيبة ، فيأتي قول الحق سبحانه ليوضح : إن كل ما يصيب المؤمنين هو لصالحهم . ولذلك قال : { لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } فلم يكتب سبحانه الأمور علينا ، بل لنا ، و " لنا " تفيد الملكية إما : تأديباً وإما تكفيراً عن ذنوب ، وإما اتجاهاً إلى الحق بعد زيغ الباطل ، وكل ذلك لصالحنا . وجاء سبحانه بعد ذلك بالقول { فَتَرَبَّصُوۤاْ } أي : تمهلوا وانتظروا وترقبوا نهايتنا ونهايتكم . أما نهايتكم فاستدامة عذاب في الدنيا وفي الآخرة . وأسباب العذاب مجتمعة لكم في الدنيا ، وأسباب الخير ممتنعة عنكم في الآخرة ، ونتيجة تربصنا لكم أن نرى السوء يصيبكم ، وتربصكم لنا يجعلكم ترون الخير وهو يسعى إلينا ، إذن فنتيجة المقارنة ستكون في صالحنا نحن . وبعد أن بيَّن الله ذلك يطرأ على خاطر المؤمن سؤال : ألا يصدر من هؤلاء الأقوام فعل خير ؟ وألا يأتي إليهم أدنى خير ؟ ونحن نعلم أن الحق سبحانه يجزي دائماً على أدنى خير . ونقول : إن الحق شاء أن يبين لنا بحسم مسألة الخيانة العظمى وهي الكفر والعياذ بالله ، وبيَّن أن كل كافر بالله لا يُقبل منه أي عمل طيب لأن الكفر يُحبطُ أيَّ عمل ، وإن كان لعملهم خير يفيد الناس ، فالحق يجازيهم مادياً في الدنيا ، ولكن ليس لهم في الآخرة إلا النار ، ويقول : { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً … } .