Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 87-87)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و { ٱلْخَوَالِفِ } ليست جمع " خَالِف " ولكنها جمع " خالفة " لأن " خَالف " لا تجمع على " فواعل " ، وإنما " خالفة " هي التي تُجمَعُ على " فواعل " ، وهم قد ارتضوا لأنفسهم أن يطبق عليهم الحكم الذي يُطبق على النساء . ولذلك كانوا { لاَ يَفْقَهُونَ } لأنهم ارتضوا لأنفسهم وصفاً لا يليق بالرجال وفرحوا بهذا الوصف دون أن ينتبهوا لما فيه من إهانة لهم لأنهم يهربون من القتال كما تهرب النساء . والمنافق - كما قلنا - له ملكتان : ملكة قولية ، وملكة قلبية . فقول المنافق إعلان بالإيمان ، أما قلبه فهو ممتلئ بالكفر وفي هذه الحالة تتضارب ملكاته . والله سبحانه وتعالى يوضح لهم : سوف نعاملكم في الدنيا بظاهر كلامكم ، ونعاملكم في الآخرة بباطن قلوبكم ، وسوف نطبع على هذه القلوب فلا يخرج منها كفر ، ولا يدخل إليها إيمان ، ولذلك قال الحق سبحانه هنا { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } . وقد قال الحق سبحانه : { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ … } [ البقرة : 7 ] . وقال سبحانه : { وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ … } [ التوبة : 93 ] . وما دام الكافر قد أعجبه كفر قلبه فالحق سبحانه يختم على قلبه ، بحيث لا يخرج ما فيه من كفر ، ولا يدخل إلى قلبه ما هو خارجه من إيمان ، تماماً كما تختم الشيء بالشمع الأحمر فيظل ما في داخله كما هو ، وما في خارجه كما هو . ويطبع الله على قلبه فيمنع ما فيه من الكفر أن يخرج ، ويمنع ما في خارجه من الإيمان أن يدخل إليه . ويقول الحق سبحانه وتعالى : { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } والفقه هو الفهم ، أي : لا يفهمون ما حُرِموا منه من ثواب ونعيم الآخرة لأنهم قد فرحوا بتخلفهم عن الجهاد ، وهم يحسبون أن هذا خير لهم ولكنه شر لهم . ثم يريد الحق سبحانه أن يضع الطمأنينة في نفوس المؤمنين ، ويطلب منهم ألا يفزعوا لتخلف هؤلاء القادرين عن القتال رغم أنهم أصحاب الطَّوْل الذين يملكون الأموال والأولاد . ويزيل الحق أثر ذلك من نفوس المؤمنين ، فيقول سبحانه : { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ … } .