Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 91-91)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ونحن نعلم أن الضعيف هو من لا يقدر على العمل ، لا بسبب المرض ، بل لكبر سنه ، أو هو صغير السن لا يقدر على الحرب ، وكذلك يعفي الحق المرضى من القتال وهم من أصيبوا بعاهة طارئة تجعلهم غير قادرين على القتال . وكذلك أعفى الله الذين لا يجدون ما ينفقون لأنهم من شدة فقرهم لا يستطيعون شراء دابة تحملهم أو معدات قتال يقاتلون بها . والنفقة - كما نعلم - هي أن تقدر أن تعول نفسك في الذهاب والإقامة مدة الحرب والعودة . وكان على كل مجاهد أن يُعِدَّ مطلوبات الحرب . فالله سبحانه قد رفع الحرج عن الذين لا يجدون ما ينفقونه ، وجعل لهم وظيفة أخرى تخدم الجهاد ، فقال سبحانه وتعالى : { إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ } أي : ينصحون ويشجعون أولئك القادرين على الجهاد ليُحَمِّسوهم على القتال ، ثم يكونون في عون أهل المجاهدين ، ويواجهون الإشاعات والأكاذيب التي يطلقها المنافقون في المدينة للنيل من الروح المعنوية للمسلمين فيردون عليها ليُخْرِسوا ألسنة السوء . ثم يقول الحق : { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } والسبيل : هو الطريق ، ومعناها : ما عليهم من إثم أو لوم أو توبيخ أو تعنيف . وكل هذا لا يجد سبيلاً على المحسنين ، ولم يقل الحق : " مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ " لأن السبيل يمر عليهم ولا ينتهي إليهم بلوم لأن هناك فارقاً بين أن يمر عليهم وأن ينتهي إليهم ، فالمرور أمر عادي ، وليس هو الغاية لذلك يوضح الحق أنه لا يوجد سبيل إليهم ولا إلى عتابهم لأنهم أدوا كل ما تطلّبه الجهاد منهم ، ولكنهم لم يذهبوا إلى ميدان القتال لأسباب خارجة عن إراداتهم ، وفعلوا كل ما يتطلّبه الإيمان . أما إذا كان المجاهد لديه ما ينفقه ، ولكنه لا يملك راحلة يركبها ، فعليه أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطلب منه راحلة ، فإذا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ } فهذا إذن بالقعود ، وفي هذا يقول الحق سبحانه : { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ … } .