Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-12)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } : " منهم " يجوز أن يتعلق بـ " بَعَثْنا " وأَنْ يتعلَّق بمحذوفٍ على أنه حال مِنْ " اثني عشر " لأنه في الأصلِ صفةُ له ، فلما قُدُّمِ نُصِب حالاً . وقد تقدَّم الكلامُ في تركيب " اثني عشر " وبنائه وحَذْفِ نونِه في البقرة فَأَغْنى عن إعادته . و " ميثاق " يجوزُ أَنْ يكونَ مضافاً إلى المفعول - وهو الظاهر - أي : إن الله تعالى واثَقَهم ، وأَنْ يكونَ مضافاً لفاعله : أي : إنهم واثقوه تعالى . والمفاعلة يجوز نسبةُ الفعلِ فيها إلى كلِّ من المذكورَيْنِ . والنقيب : فعيل ، قيل : بمعنى فاعِل مشتقاً من النَّقْب وهو التفتيس ، ومنه : { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } [ ق : 36 ] وسُمِّي بذلك لأنه يفتشُ عن أحوالِ القوم وأسرارهم . وقيل : هو بمعنى مفعول ، كأن القوم اختاره على علمٍ منهم تفتيشٍ على أحواله . وقيل : هو للمبالغةِ كعليم وخبير . قوله : { لَئِنْ أَقَمْتُمُ } هذه اللامُ هي الموطئة للقسم ، والقسم معها محذوفٌ ، وقد تقدَّم أنه إذا اجتمع شرطٌ وقسمٌ أجيب سابقهما ، إلا أن يتقدَّم ذو خبرٍ فيُجاب الشرطُ مطلقاً . وقوله : { لأُكَفِّرَنَّ } هذه اللام هي جوابُ القسم لسبقه ، وجوابُ الشرط محذوفٌ / لدلالة جواب القسم عليه ، وهذا معنى قول الزمخشري أنَّ قوله " لأكفرنَّ " سادٌّ مسد جوابي القسم والشرط ، لا كما فهمه بعضُهم ، وردَّ عليه ذلك . ويجوز أن يكون " لأكفرن " جواباً لقوله تعالى قبل ذلك : { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } لِما تَضَمَّنه الميثاقُ من معنى القسم ، وعلى هذا فتكون الجملتان - أعني قوله : " وبعثنا " " وقال الله " - فيهما وجهان ، أحدهما : أنهما في محلِّ نصبٍ على الحال ، والثاني : أن تكونا جملتي اعتراض ، والظاهرُ أنَّ قوله : { لَئِنْ أَقَمْتُمُ } جوابُه : " لأكفرنَّ " كم تقدم ، وجملةُ هذا القسمِ المشروطِ وجوابُه مفسرةٌ لذلك الميثاق المتقدم . والتعزير : التعظيم ، قال : @ 1710 - وكم من ماجدٍ لهُمُ كريمٍ ومِنْ لَيْثٍ يُعَزَّرُ في النَّدِيِّ @@ وقيل : هو الثناء بخير ، قال يونس ، وهو قريب من الأول . وقيل : هو الردُّ عن الظلم قاله الفراء . وقال الزجاج : " هو الردع والمنع " فعلى القولين الأولين يكون المعنى : " وعَظَّمْتُموهم وأثنيتم عليهم خيراً " وعلى الثالث والرابع يكون المعنى : " وردَدْتم وردَعْتم سفهاءَهم عنهم . قال الزجاج : " عزرت فلاناً " : فَعَلْتُ به ما يردعه عن القبيح ، مثل نَكَّلت ، فعلى هذا يكون " عَزَّرْتُموهم " رَدّدْتم عنهم اعداءهم " وقرأ الحسن البصري : " برسْلي " بسكون العين حيث وقع . وقرأ الجحدري : " وعَزَرْتموهم " خيفيفةَ الزاي وهي لغة . وقرأ في الفتح : " وتَعْزُوروه " بفتح حرف المضارعة وسكون العين وضم الزاي ، وهي موافقة لقراءته هنا . وقوله : { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً } تقدَّم الكلام في " قَرْضا " وفي نصبه في البقرة .