Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 75-90)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنَاسَبَة : لما ذكر تعالى سفاهة المشركين في عبادتهم لغير الله ، أعقبه بذكر مثلين توضيحاً لبطلان عبادة الأوثان التي لا تضر ولا تنفع ، ولا تستجيب ولا تسمع ، ثم ذكَّر الناس ببعض النِّعم التي أفاضها عليهم ليعبدوه ويشكروه ، ويُخلصوا له العمل طائعين منيبين . اللغَة : { أَبْكَمُ } الأبكم : الأخرس الذي لا ينطق { كَلٌّ } الكَلُّ : الثقيل الذي هو عيال على الغير وقد يسمى اليتيم كلاً لثقله على من يكفله قال الشاعر : @ أكولٌ لمالِ الكلِّ قبلَ شبابه إِذا كانَ عظْمُ الكلِّ غيرَ شديد @@ { لَمْحِ } اللَّمْح : النظر بسرعة مثل الخطفة يقال لَمحه لمحاً ولمحاناً { ظَعْنِكُمْ } الظِّعْنُ : السفر والرحيل لطلب الكلأ ، والظعينةُ المرأة المسافرة { أَوْبَارِهَا } الوبر للإِبل كالصوف للغنم { ظِلاَلاً } الظلالُ : كل ما يستظلُّ به من البيوت والشجر { أَكْنَاناً } جمع كنّ مثل حمِل وأحمال وهو كل ما يحفظ ويقي من الريح والمطر وغيرهما { سَرَابِيلَ } جمع سربال قال الزجاج : كلُّ ما لبسته من قميصٍ أو درعٍ فهو سربال . التفسِير : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً } هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لنفسه وللأصنام التي أشركوها مع الله جل وعلا أي مثلُ هؤلاء في إشراكهم مثلُ من سوَّى بين عبدٍ مملوكٍ عاجزٍ عن التصرف ، وبين حرٍّ مالك يتصرف في أمره كيف يشاء ، مع أنهما سيّان في البشرية والمخلوقية لله سبحانه وتعالى ، فما الظنُّ بربِّ العالمين حيث يشركون به أعجز المخلوقات ؟ { فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً } أي ينفق ماله في الخفاء والعلانية ابتغاء وجه الله { هَلْ يَسْتَوُونَ } ؟ أي هل يستوي العبيد والأحرار الذين ضُرب لهم المثل ، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء ، والله تعالى له المُلك ، وبيده الرزق ، وهو المتصرف في الكون كيف يشاء ، فكيف يُسوَّى بينه وبين الأصنام ؟ { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي شكراً للهِ على بيان هذا المثال ووضوح الحق فقد ظهرت الحجة مثل الشمس الساطعة ، ولكنَّ المشركين بسفههم وجهلهم يسوّون بين الخالق والمخلوق ، والمالكِ والمملوك { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } هذا هو المثل الثاني للتفريق بين الإِله الحق والأصنام الباطلة قال مجاهد : هذا مثلٌ مضروبٌ للوثن والحقّ تعالى ، فالوثنُ أبكم لا يتكلم ولا ينطق بخير ، ولا يقدر على شيء بالكلية لأنه إما حجرٌ أو شجر ، { وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ } أي ثقيل عالة على وليِّه أو سيده { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } أي حيثما أرسله سيده لم ينجح في مسعاه لأنه أخرس ، بليد ، ضعيف { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي هل يتساوى هذا الأخرس ، وذلك الرجل البليغ المتكلم بأفصح بيان ، وهو على طريق الحق والاستقامة ، مستنيرٌ بنور القرآن ؟ وإِذا كان العاقل لا يسوّي بين هذين الرجلين ، فكيف تمكن التسوية بين صنم أو حجر ، وبين الله سبحانه وهو القادر العليم ، الهادي إلى الصراط المستقيم ؟ { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو سبحانه المختص بعلم الغيب ، يعلم ما غاب عن الأبصار في السماوات والأرض { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } أي ما شأن الساعة في سرعة المجيء إلا كنظرة سريعة بطرف العين ، بل هو أقرب لأنه تعالى يقول للشيء : كن فيكون ، وهذا تمثيل لسرعة مجيئها ولذلك قال { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي قادرٌ على كل الأشياء ومن جملتها القيامة التي يكذب بها الكافرون { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } أي أخرجكم من أرحام الأمهات لا تعرفون شيئاً أصلاً { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي خلق لكم الحواس التي بها تسمعون وتبصرون وتعقلون لتشكروه على نعمه وتحمدوه على آلائه { أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ } هذا من الأدلة على قدرة الله تعالى ووحدانيته والمعنى : ألم يشاهدوا الطيور مذلّلات للطيران في ذلك الفضاء الواسع بين السماء والأرض { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱللَّهُ } أي ما يمسكهن عن السقوط عند قبض أجنحتهنَّ وبسطها إلا هو سبحانه { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي إنَّ فيما ذُكر لآيات ظاهرة ، وعلامات باهرة على وحدانيته تعالى لقوم يصدَّقون بما جاءت به رسل الله { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً } هذا تعداد لنعم الله على العباد أي جعل لكم هذه البيوت من الحجر والمدر لتسكنوا فيها أيام مُقامكم في أوطانكم { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً } أي وجعل لكم بيوتاً أُخرى وهي الخيام والقُباب المتخذة من الشعر والصوف والوبَر { تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } أي تستخفون حملها ونقلها في أسفاركم ، وهي خفيفةٌ عليكم في أوقات السفر والحضَر { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً } أي وجعل لكم من صوف الغنم ، ووبر الإِبل ، وشعر المعز ما تلبسون وتفرشون به بيوتكم { وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ } أي تنتفعون وتتمتعون بها إلى حين الموت { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } أي جعل لكم من الشجر والجبل والأبنية وغيرها ظلالاً تتقون بها حرُّ الشمس { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً } أي وجعل لكم في الجبال مواضع تسكنون فيها كالكهوف والحصون قال الرازي : لما كانت بلادُ العرب شديدة الحر ، وحاجتهم إلى الظل ودفع الحر شديدة ، فلهذا ذكر تعالى هذه المعاني في معرض النعمة العظيمة { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } أي جعل لكم الثياب من القطن والصوف والكتان لتحفظكم من الحر والبرد { وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } أي ودروعاً تشبه الثياب تتقون بها شر أعدائكم في الحرب { كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } أي مثل ما خلق هذه الأشياء لكم وأنعم بها عليكم فإِنه يُتم نعمة الدنيا والدين عليكم { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } أي لتخلصوا للهِ الربوبية ، وتعلموا أنه لا يقدر على هذه الإِنعامات أحدٌ سواه { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي فإِن أعرضوا عن الإِيمان ولم يؤمنوا بما جئتهم به يا محمد فلا ضرر عليك لأن وظيفتك التبليغ وقد بلَّغت الرسالة وأديت الأمانة { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } أي يعرف هؤلاء المشركون نِعَم الله التي أنعم بها عليهم ، ويعترفون بأنها من عند الله ثم ينكرونها بعبادتهم غير المنعم وقال السُّدي : نعمةُ الله هي محمد صلى الله عليه وسلم عرفوا نبوته ، ثم جحدوها وكذّبوه { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ } أي أكثرهم يموتون كفاراً وفيه إشارة إلى أن بعضهم يهتدي للإِسلام وأما أكثرهم فمصرّون على الكفر والضلال { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي ويوم القيامة نحشر الخلائق للحساب ونبعث في كل أمة نبيَّها يشهد عليها بالإِيمان والكفر { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي لا يُؤذن للذين كفروا في الاعتذار لأنهم يعلمون بطلانه وكذبه { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي لا يُطلب منهم أن يسترضوا ربَّهم بقولٍ أو عمل ، فقد فات أوان العتاب والاسترضاء ، وجاء وقت الحساب والعقاب قال القرطبي : العُتبى هي رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب ، وأصل الكلمة من العتب وهي الموجدة فإِذا وجد عليه يقال : عَتَب ، وإِذا رجع إلى مسرَّتك فقد أعتب { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ } أي وإِذا رأى المشركون عذاب جهنم فلا يُفتَّر عنهم ساعة واحدة { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي لا يُؤخرون ولا يُمهلون { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } أي وإِذا أبصر المشركون شركاءهم الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ويزعمون أنهم شركاء الله في الألوهية { قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ } أي هؤلاء الذين عبدناهم من دونك قال البيضاوي : وهذا اعترافٌ بأنهم كانوا مخطئين في ذلك والتماس لتخفيف العذاب { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } أي أجابوهم بالتكذيب فيما قالوا في تقرير وتوكيد ، وذلك مما يوجب زيادة الغم والحسرة في قلوبهم { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } أي استسلم أولئك الظالمون لحكم الله تعالى بعد الإِباء والاستكبار في الدنيا { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي بطل ما كانوا يؤملون من أن آلهتهم تشفع لهم عند الله ، ثم أخبر تعالى عن مآلهم بعد أن أخبر عن حالهم فقال { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي كفروا بالله ومنعوا الناس عن الدخول في دين الإِسلام { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ } أي زدناهم عذاباً في جهنم فوق عذاب الكفر ، لأنهم ارتكبوا جريمة صدّ الناس عن الهدى فوق جريمة الكفر ، فضوعف لهم العذاب جزاءً وفاقاً { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } أي بسبب إِفسادهم في الدنيا بالكفر والمعصية { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } أي اذكر للناس ذلك اليوم وهوْله حين نبعث في كل أمةٍ نبيَّها ليشهد علينا { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ } أي وجئنا بك يا محمد شهيداً على أمتك { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } أي ونزَّلنا عليك القرآن المنير بياناً شافياً بليغاً لكل ما يحتاج الناس إليه من أمور الدين فلا حجة لهم ولا معذرة قال ابن مسعود : قد بُيّن لنا في هذا القرآن كلُّ علمٍ ، وكل شيء { وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } أي هداية للقلوب ، ورحمة للعباد ، وبشارةً للمسلمين المهتدين { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ } أي يأمر بمكارم الأخلاق بالعدل بين الناس ، والإِحسان إلى جميع الخلق { وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } أي مواساة الأقرباء ، وخصَّه بالذكر اهتماماً به { وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ } أي ينهى عن كل قبيح من قولٍ ، أو فعلٍ ، أو عملٍ قال ابن مسعود : هذه أجمعُ آيةٍ في القرآن لخيرٍ يُمتثل ، ولشرٍ يُجتنب والفحشاء كل ما تناهى قبحه كالزنى والشرك ، والمنكر كل ما تنكره الفطرة ، والبغي هو الظلم وتجاوز الحق والعدل { يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي يؤدبكم بما شرع من الأمر والنهي لتتعظوا بكلام الله . البَلاَغة : تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من وجوه البيان والبديع ما يلي : 1 - الاستعارة التمثيلية في { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ … } الآية تمثيلٌ للوثن بالأبكم الذي لا ينتفع منه بشيء أصلاً ، مع القادر السميع البصير وشتان بين الرب والصنم . 2 - التشبيه المرسل المجمل في { كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } . 3 - الطباق بين { سِرّاً وَجَهْراً } وبين { يَعْرِفُونَ … يُنكِرُونَ } وبين { ظَعْنِكُمْ … إِقَامَتِكُمْ } . 4 - الإِيجاز بالحذف في { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } أي والبرد حذف الثاني استغناءً بذكر الأول . 5 - المقابلة اللطيفة { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ } أمر بثلاثة ونهى عن ثلاثة وهو من المحسنات البديعية . 6 - ذكر الخاص بعد العام للاهتمام بشأنه { وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } بعد لفظ الإِحسان الذي هو عام . لطيفَة : ذكر " أن " أكثم بن صيفي " لما بلغه خبر الرسول صلى الله عليه وسلم انتدب رجلين فأتياه فقالا : من أنت ؟ وما أنت ؟ فقال أنا محمد بن عبد الله ، وأنا رسول الله ثم تلا علينا هذه الآية { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ … } الآية فرجعا إلى أكثم فلما قرءا عليه الآية قال : إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن مساوئها ، فكونوا في هذا الأمر رؤساء ، ولا تكونوا فيه أذناباً " .