Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 52-104)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنَاسَبَة : ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة سبع قصص : أولها قصة موسى وهارون ، وثانيها قصة إبراهيم ، وثالثها قصة نوح ، ورابعها قصة هود ، وخامسها قصة صالح وسادسها قصة لوط وسابعها قصة شعيب ، وكل تلك القصص لتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من المشركين ، ولا تزال الآيات تتحدث عن قصة موسى عليه السلام . اللغَة : { أَسْرِ } من الإِسراء وهو السير ليلاً فلا يقال لمن سار نهاراً أسرى وإِنما هو خاصٌ بالليل { شِرْذِمَةٌ } الشرذمة : الجمع القليل الحقير والجمع شراذم قال الجوهري : الشرذمة الطائفةُ من الناس ، والقطعةُ من الشيء ، وثوبٌ شراذم أي قطع { أَزْلَفْنَا } قرَّبنا ومنه { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } أي قُرّبت قال الشاعر : @ وكلُّ يوم مضى أو ليلةٍ سلفَتْ فيها النفوسُ إلى الآجال تزَّدلفُ @@ { فَكُبْكِبُواْ } كَبْكَبَ الشيء : قلبَ بعضه على بعض قال ابن عطية : وهو مضاعف من كبَّ وهذا قول الجمهور مثل صرّ ، وصَرْصَر ، وقال الزمخشري : الكبكبة : تكرير الكبِّ جُعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى كأنه إذا أُلقي في جهنم ينكبُّ مرة بعد مرة حتى يستقر في قعرها { حَمِيمٍ } الحميم : الصديق الخالص الذي يهمه ما أهمَّك { كَرَّةً } الكرة : العودة والرجوع مرة أُخرى . التفسِير : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ } أي أمرنا موسى بطريق الوحي أن يسير ليلاً إلى جهة البحر ببني إسرائيل قال القرطبي : أمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل ليلاً ، وسمّاهم عباده لأنهم آمنوا بموسى { إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ } أي يتبعكم فرعون وقومه ليردُّوكم إلى أرض مصر ويقتلوكم { فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } أي أرسل فرعون في طلبهم حين أَخبر بمسيرهم وأمر أن يُجمع له الجيش من كل المُدُن قائلاً لهم { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } أي طائفة قليلة قال الطبري : كان بنو إسرائيل ستمائة وسبعين ألفاً ولكنه قلَّلهم بالنسبة إلى كثرة جيشه { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ } أي وإِنهم يفعلون أفعالاً تغيظنا وتضيق صدورنا { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } أي ونحن قوم متيقظون منتبهون ، من عادتنا التيقظ والحذر ، واستعمالُ الحزم في الأمور قال الزمخشري : وهذه معاذير اعتذر بها إلى قومه لئلا عادتنا التيقظ والحذر ، واستعمالُ الحزم في الأمور قال الزمخشري : وهذه معاذير اعتذر بها إلى قومه لئلا يُظنَّ به ما يكسر من قهره وسلطانه ، قال تعالى { فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } أي أخرجنا فرعون وقومه من بساتين كانت لهم وأنهار جارية { وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } أي وأخرجناهم من الأموال التي كنزوها من الذهب والفضة ، ومن المنازل الحسنة والمجالس البهية { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } أي مثل ذلك الإِخراج الذي وضعناه فعلنا بهم ، وأورثنا بني إسرائيل ديارهم وأموالهم بعد إغراق فرعون وقومه { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } أي فلحقوهم وقت شروق الشمس { فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } أي فلما رأى كلٌّ منهما اللآخر ، والمراد جمعُ موسى وجمع فرعون { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } أي مُلحقون يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا ، قالوا ذلك حين رأوا فرعون الجبار وجنوده وراءهم ، والبحر أمامهم ، وساءت ظنُونُهم { قَالَ كَلاَّ } أي قال موسى كلاَّ لن يدركوكم فارتدعوا عن مثل هذا الكلام وانزجروا { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } إنَّ ربي معي بالحفظ والنصرة ، وسيهديني إلى طريق النجاة والخلاص قال الرازي : قوَّى نفوسهم بأمرين : أحدهما أن ربه معه وهذا دلالة النصرة والتكفل بالمعونة والثاني قوله { سَيَهْدِينِ } أي إلأى طريق النجاة والخلاص ، وإِذا دلَّه على طريق نجاته وهلاك أعدائه فقد بلغ النهاية في النصرة { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ } أي أمرنا موسى بطريق الوحي أن يضرب البحر بعصاه { فَٱنفَلَقَ } أي فضربه فانشق وانفلق { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } أي فكان كل جزء منه كالجبل الشامخ الثابت قال ابن عباس : صار فيه اثنا عشر طريقاً لكل سبطٍ منهم طريق { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } أي وقربنا هناك فرعون وجماعته حتى دخلوا البحر على إثر دخول بني إسرائيل { وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ } أي أنجينا موسى والمؤمنين معه جميعاً { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } أي أغرقنا فرعون وقومه قال المفسرون : لما انفلق البحر جعله الله يبَساً لموسى وقومه ، وصار في اثنا عشر طريقاً ووقف الماء بينها كالطود العظيم ، فلما خرج أصحاب موسى وتكامل دخول أصحاب فرعون أمر الله البحر أن يطبق عليهم فغرقوا فيه ، فقال بعض أصحاب موسى : ما غرق فرعون ! فنبذ على ساحل البحر حتى نظروا إليه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } أي إنَّ في إغراق فرعون وقومه لعبرة عظيمة على إِنجاء الله لأوليائه ، وإِهلاكه لأعدائه { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } أي ومع مشاهدة هذه الآية العظمى لم يؤمن أكثر البشر ، وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ووعيدٌ لمن عصاه { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } أي المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } هذه بداية قصة إبراهيم أي اقصص عليهم يا محمد خبر إبراهيم الهام وشأنه العظيم { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَِ } أي حين قال لأبيه وعشيرته أيَّ شيءٍ تعبدون ؟ سألهم مع علمه بأنهم يعبدون الأصنام ليبيّن لهم سفاهة عقولهم في عبادة ما لا ينفع ، ويقيم عليهم الحجة { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } أي نعبد أصناماً فنبقى مقيمين على عبادتها لا نتركها ، قالوا ذلك على سبيل الابتهاج والافتخار ، وكان يكفيهم أن يقولوا : نعبد الأصنام ولكنهم زادوا في الوصف كالمفتخر بما يصنع { قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ } أي قال هم إبراهيم على سبيل التبكيت والتوبيخ : هل يسمعون دعاءكم حين تلجأون إليهم بالدعاء ؟ { أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ } أي وهل يبذلون لكم منفعة ، أو يدفعون عنكم مضرة ؟ { قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } أي وجدنا آباءنا يعبدونهم ففعلنا مثلهم قال أبو السعود : اعترفوا بأنها لا تنفع ولا تضر بالمرَّة ، واضطروا إلى إظهار الحقيقة وهي أنه لا سند لهم سوى التقليد ، وهذا من علامات انقطاع الحجة { قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } أي قال إبراهيم : أفرأيتم هذه الأصنام التي عبدتموها من دون الله أنتم وآباؤكم الأولون ؟ { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } أي فإِن هذه الأصنام أعداء لي لا أعبدهم ، ولكن أعبد الله ربَّ العالمين فهو وليي في الدنيا والآخرة ، أسند العداوة لنفسه تعريضاً بهم وهو أبلغ في النصيحة من التصريح { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } أي اللهُ الذي خلقني هو الذي يهديني إلى طريق الرشاد لا هذه الأصنام { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } أي هو تعالى الذي يرزقني الطعام والشراب فهو الخالق الرازق الذي ساق المُزْن ، وأنزل المطر ، وأخرج به أنواع الثمرات رزقاً للعباد { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي وإِذا أصابني المرض فإِنه لا يقدر على شفائي أحدٌ غيره ، وإِنما أسند المرض إلى نفسه { مَرِضْتُ } وأسند الشفاء إلى الله رعايةً للأدب ، وإلاّ فالمرض والشفاء من الله جل وعلا فاستعمل في كلامه حسن الأدب { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِين } أي وهو تعالى المحيي المميت لا يقدر على ذلك أحد سواه ، يميتني إذا شاء ثم يحييني إذا أراد بعد مماتي { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } أي أرجو من واسع رحمته أن يغفر لي ذنبي يوم الحساب والجزاء حيث يُجازى العباد بأعمالهم ، وفيه تعليم للأمة أن يستغفروا من ذنوبهم ويقرُّوا بخطاياهم { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } أي هب لي الفهم والعلم وألحقني في زمرة عبادك الصالحين { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ } أي اجعلْ لي ذكراً حسناً وثناءً عاطراً { فِي ٱلآخِرِينَ } أي فيمن يأتي بعدي إلى يوم القيامة ، أُذكر به ويُقتدى بي قال ابن عباس : هو اجتماعُ الأمم عليه ، فكلُّ أمةٍ تتمسك به وتُعظّمه { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } أي من السعداء في الآخرة الذين يستحقون ميراث جناتِ الخُلد { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ } أي اصفح عنه واهده إلى الإِيمان { إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } أي ممن ضلَّ عن سبيل الهدى قال الصاوي : وقد أجابه الله تعالى في جميع دعواته سوى الدعاء بالغفران لأبيه وقال القرطبي : كان أبوه وعده أن يؤمن به فلذلك استغفر له ، فلما بان له انه لا يفي تبرأ منه { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } أي لا تُذلَّني ولا تُهِنِّي يومَ تبعث الخلائق للحساب ، وهذا تواضعٌ منه أمام عظمة الله وجلاله وإلا فقد أثنى الله عليه بقوله { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } [ النحل : 120 ] الآية { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } أي في ذلك اليوم العصيب لا ينفع أحداً فيه مالٌ ولا ولد { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ } إي إلا من جاء ربَّه في الآخرة { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي بقلب نقيٍّ طاهر ، سليم من الشرك والنفاق ، والحسد والبغضاء ، وإِلى هنا تنتهي دعوات الخليل إبراهيم ثم قال تعالى { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } أي قُرِّبت الجنة للمتقين لربهم ليدخلوها قال الطبري : وهم الذين اتقوا عقابَ الله بطاعتهم إيّاه في الدنيا { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } أي وأُظهرتِ النارُ للمجرمين الضالين حتى رأوها بارزة أمامهم مكشوفة للعيان ، فالمؤمنون يرون الجنة فتحصل لهم البهجة والسرور ، والغاوون يرون جهنم فتحصل لهم المساءة والأحزان { وَقِيلَ لَهُمْ } أي قيل للمجرمين على سبيل التقريع والتوبيخ { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي أين آلهتكم الذين عبدتموهم من الأصنام والأنداد ؟ { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } أي هل ينقذونكم من عذاب الله ، أو يستطيعون أن يدفعوه عن أنفسهم ؟ وهذا كله توبيخ { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } أي أُلقوا على رءوسهم في جهنم قال مجاهد : دُهوروا في جهنم وقال الطبري : رُمي بعضُهم على بعض ، وطُرح بعضُهم على بعض منكبين على وجوههم { هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } أي الأصنامُ والمشركون والعابدون والمعبودون كقوله { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } أي وأتباعُ إبليس قاطبة من الإِنس والجن { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } أي قال العابدون لمعبوديهم وهم في الجحيم يتنازعون ويتخاصمون { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي نقسم بالله لقد كنا في ضلالٍ واضح وبعدٍ عن الحق ظاهر { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي حين عبدناكم من ربّ العالمين وجعلناكم مثله في استحقاق العبادة { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي وما أضلنا عن الهدى إلاّ الرؤساء والكبراء الذين زينوا لنا الكفر والمعاصي { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } أي ليس لنا من يشفع لنا من هول هذا اليوم { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } أي ولا صديقٍ خالص الود ينقذنا من عذاب الله { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } أي لو أن لنا رجعةً إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي فنؤمن بالله ونحسن عملنا ونطيع ربنا { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } أي إن فيما ذكر من نبأ إبراهيم وقومه لعبرةً يعتبر بها أولو الأبصار { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } اي وما كان أكثر هؤلاء المشركين الذين تدعوهم إلى الإِسلام بمؤمنين { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } أي المنتقم من أعدائه ، الرحيم بأوليائه . البَلاَغَة : تضمنت الآيات وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - الإِيجاز بالحذفِ { فَٱنفَلَقَ } أي فضرب البحر فانفلق . 2 - التشبيه المرسل المجمل { كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } أي كالجبل في رسوخه وثباته ذكرت أداة التشبيه وحذف وجه الشبه . 3 - الطباق بين { يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ } وكذلك بين { يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } . 4 - مراعاة الأدب { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } لم يقل : وإِذا أمرضني بل أسند المرض لنفسه تأدباً مع الله لأنَّ الشرَّ لا يُنسب إليه تعالى أدباً ، وإِن كان المرضُ والشفاء كلاهما من الله . 5 - الاستعارة اللطيفة { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ } استعار اللسان للذكر الجميل والثناء الحسن وهو من ألطف الاستعارات . 6 - المقابلة البديعة { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } مقابل قوله عن السعداء { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } . 7 - مراعاة الفواصل في أواخر الآيات مثل { الْمُتَّقِينَ } ، { الْغَاوِينَ } ، و { ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } وهو من السجع الحسن الذي يزيد في جمال البيان . تنبيه : " روي أن إبراهيم يلقى أباه آزر يوم القيامة ، وعلى وجه آزر قترةٌ وغبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ! فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب : إنك وعدتني ألاّ تخزني يوم يُبعثون ، فأي خزيٍ أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقول يا إبراهيم : انظر تحت رجلك فينظر فإِذا هو بذيخ - ذكر من الضباع - متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار " رواه البخاري .