Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 45-66)

Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المنَاسَبَة : لما ذكر تعالى في أول السورة قصة موسى ، ثم أعقبها بقصة داوْد وسليمان وما فيها من العجائب والغرائب ، ذكر هنا قصة " صالح " ثم قصة " لوط " وكلُّ هذه القصص غرضُها التذكير والاعتبار ، وبيانُ سنة الله في إهلاك المكذبين ، ثم أتبعها بذكر البراهين الدالة على الوحدانية ، والعلم ، والقدرة . اللغَة : { ٱطَّيَّرْنَا } من التطير وهو التشاؤم قال الزجاج : أصلُها تطيَّرنا فأُدغمت التاء في الطاء واجْتُلبت الألف لسكون الطاء { خَاوِيَةً } خالية من خوى البطنُ إذا خلى ، وخوى النجم إذا سقط { ٱلْفَاحِشَةَ } الفعلة القبيحة الشنيعة { حَدَآئِقَ } جمع حديقة وهي البستان الذي عليه سور قال الفراء : الحديقةُ البستانُ الذي عليه حائط ، فإِن لم يكن عليه حائط فهو البستان { قَرَاراً } مستقراً يثبت عليه الشيء { حَاجِزاً } الحاجز : الفاصل بين الشيئين . التفسِير : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } اللام جواب قسم محذوف أي والله لقد أرسلنا إلى قبيلة ثمود أخاهم - في النسب لا في الدين - صالحاً عليه السلام يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } أي فإِذا هم جماعتان : مؤمنون وكافرون يتنازعون في شأن الدين قال مجاهد : " فريقان : مؤمنٌ ، وكافر " واختصامُهم : اختلافهم وجدالهم في الدين ، وجاء الفعل بالجمع { يَخْتَصِمُونَ } حملاً على المعنى { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } أي قال لهم صالح بطريق التلطف والرفق : يا قومِ لم تطلبون العذاب قبل الرحمة ؟ ولأي شيء تستعجلون بالعذاب ولا تطلبون الرحمة ؟ { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي هلاّ تتوبون إلى الله من الشرك لكي يتوب الله عليكم ويرحمكم ؟ قال المفسرون : كان الكفار يقولون لفرط الإِنكار : يا صالح ائتنا بعذاب الله فقال لهم : هلاّ تستغفرون الله قبل نزول العذاب ، فإِن استعجال الخير أولى من استعجال الشر ! ! { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } أي تشاءمنا بك يا صالح وبأتباعك المؤمنين فإِنكم سبب ما حلَّ بنا من بلاء ، وكانوا قد أصابهم القحط وجاعوا { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي حظكم في الحقيقة من خيرٍ أو شر هو عند الله وبقضائه ، إن شاء رزقكم وإِن شاء حرمكم … لمّا لاطفهم في الخطاب أغلظوا له في الجواب وقالوا تشاءَمنا بك وبمن معك ، فأخبرهم أن شؤمهم بسبب عملهم لا بسبب صالح والمؤمنين { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي بل الحقيقةُ أنكم جماعة يفتنكم الشيطان بوسوسته وإِغوائه ولذلك تقولون ما تقولون { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ } أي وكان في مدينة صالح - وهي الحِجْر - تسعةُ رجالٍ من أبناء أشرافهم قال الضحاك : كان هؤلاء التسعة عظماء أهل المدينة { يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } أي شأنهم الإِفساد ، وإِيذاء العباد بكل طريق ووسيلة قال ابن عباس : وهم الذين عقروا الناقة { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } أي قال بعضُهم لبعض : احلفوا باللهِ { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } أي لنقتلنَّ صالحاً وأهله ليلاً { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي ثم نقول لوليّ دمه ما حضرنا مكان هلاكه ولا عرفنا قاتله ولا قاتل أهله { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } أي ونحلف لهم إِنا لصادقون قال ابن عباس : أتوا دار صالح شاهرين سيوفهم ، فرمتهم الملائكة بالحجارة فقتلتهم قال تعالى { وَمَكَرُواْ مَكْراً } أي دبَّروا مكيدةً لقتل صالح { وَمَكَرْنَا مَكْراً } أي جازيناهم على مكرهم بتعجيل هلاكهم ، سمَّاه مكراً بطريق المشاكلة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي من حيث لا يدرون ولا يعلمون قال أبو حيان : ومكرُهم ما أخفوه من تدبير الفتك بصالح وأهله ، ومكرُ الله إهلاكُهم من حيث لا يشعرون { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } أي فتأملْ وتفكرْ في عاقبة أمرهم ونتيجة كيدهم ، كيف أنَّا أهلكناهم أجمعين وكان مآلهم الخراب والدمار ! { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ } أي فتلك مساكنهم ودورهم خاليةً بسبب ظلمهم وكفرهم لأن أهلها هلكوا { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي إن في هذا التدمير العجيب لعبرة عظيمة لقوم يعلمون قدرة الله فيتعظون { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } أي وأنجينا من العذاب المؤمنين المتقين الذين آمنوا مع صالح { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } أي واذكر رسولنا " لوطاً " حين قال لقومه أهل سدوم { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } أي أتفعلون الفعلة القبيحة الشنيعة وهي اللواطة { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أي وأنتم تعلمون علماً يقيناً أنها فاحشة وأنها عملٌ قبيح ؟ { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } تكريرٌ للتوبيخ أي أئنكم أيها القوم لفرط سفهكم تشتهون الرجال وتتركون النساء ؟ ويكتفي الرجال بالرجال بطريق الفاحشة القبيحة { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } أي بل أنتم قوم سفهاء ماجنون ولذلك تفضلون العمل الشنيع على ما أباح الله لكم من النساء { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ } أي فما كان جواب أولئك المجرمين إلا أن قالوا أخرجوا لوطاً وأهله من بلدتكم { إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي إنهم قوم يتنزهون عن القاذورات ويعدّون فعلنا قذراً ، وهو تعليلٌ لوجوب الطرد والإِخراج قال قتادة : عابوهم والله بغير عيب بأنهم يتطهرون من أعمال السوء وقال ابن عباس : هو استهزاء يستهزئون بهم بأنهم يتطهرون عن أدبار الرجال { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } أي فخلصناه هو وأهله من العذاب الواقع بالقوم إلا زوجته { قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي جعلناها بقضائنا وتقديرنا من المهلكين ، الباقين في العذاب { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } أي أنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر فأهلكتْهُم { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي بئس العذاب الذي أُمطروا به وهو الحجارة من سجيلٍ منضود ، ولما ذكر تعالى قصص الأنبياء أتبعه بذكر دلائل القدرة والوحدانية فقال { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } أي قل يا محمد الحمدُ للهِ على إفضاله وإِنعامه ، وسلامٌ على عباده المرسلين الذين اصطفاهم لرسالته ، واختارهم لتبليغ دعوته قال الزمخشري : أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتلو هذه الآيات الدالة على وحدانيته ، الناطقة بالبراهين على قدرته وحكمته ، وأن يستفتح بتحميده والسلام على أنبيائه ، وفيه تعليمٌ حسن ، وتوقيفٌ على أدبٍ جميل ، وهو حمد الله والصلاة على رسله ، ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب ، فحمدوا الله وصلوا على رسوله أمام كل علم ، وقبل كل عظة وتذكرة { ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } تبكيتٌ للمشركين وتهكمٌ بهم أي هل الخالق المبدع الحكيم خيرٌ أم الأصنام التي عبدوها وهي لا تسمع ولا تستجيب ؟ { أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } برهان آخر على وحدانية الله أي أمَّن أبدع الكائنات فخلق تلك السماواتِ في ارتفاعها وصفائها ، وجعل فيها الكواكب المنيرة ، وخلق الأرض وما فيها من الجبال والسهول والأنهار والبحار ، خيرٌ أمّا يشركون ؟ { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ } أي وأنزل لكم بقدرته المطر من السحاب فأخرج به الحدائق والبساتين ، ذات الجمال والخضرة والنضرة ، والمنظرِ الحسنِ البهيج { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } أي ما كان للبشر ولا يتهيأ لهم ، وليس بمقدورهم ومستطاعهم أن يُنبتوا شجرها فضلاً عن ثمرها { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } استفهام إنكار أي هل معه معبود سواه حتى تسوّوا بينهما وهو المتفرد بالخلق والتكوين ؟ { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } أي بل هم قوم يشركون بالله فيجعلون له عديلاً ومثيلاً ، ويسوّون بين الخالق الرازق والوثن { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً } برهان آخر أي جعل الأرض مستقَراً للإِنسان والحيوان ، بحيث يمكنكم الإِقامة بها والاستقرار عليها { وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً } أي وجعل في شعابها وأوديتها الأنهار العذبة الطيبة ، تسير خلالها شرقاً وغرباً ، وشمالاً وجنوباً { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } أي وجعل جبالاً شامخة ترسي الأرض وتثبتها لئلا تميد وتضطرب بكم { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً } أي وجعل بين المياه العذبة والمالحة فاصلاً ومانعاً يمنعها من الاختلاط ، لئلا يُفسد ماء البحار المياهَ العذبة { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله } أي أمع الله معبودٌ سواه ؟ { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي أكثر المشركين لا يعلمون الحق فيشركون مع الله غيره { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } برهانٌ ثالث أي أمّن يجيب المكروب المجهود الذي مسَّه الضر فيستجيب دعاءه ويلبي نداءه ؟ { وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ } أي ويكشف عنه الضُرَّ والبأساء ؟ { وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ } أي ويجعلكم سكان الأرض تعمرونها جيلاً بعد جيل ، وأُمةً بعد أُمة { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } ؟ أي أإله مع الله يفعل ذلك حتى تعبدوه ؟ { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } أي ما أقلَّ تذكركم واعتباركم فيما تشاهدون ؟ { أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } ؟ برهان رابع أي أم من يرشدكم إلى مقاصدكم في أسفاركم في الظلام الدامس ، في البراري ، والقفار ، والبحار ؟ والبلاد التي تتوجهون إليها بالليل والنهار ؟ { وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } ؟ أي ومن الذي يسوق الرياح مبشرةً بنزول المطر الذي هو رحمة للبلاد والعباد ؟ { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } ؟ أي أإلهٌ مع الله يقدر على شيءٍ من ذلك ؟ { تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تعظَّم وتمجَّد الله القادر الخالق عن مشاركة العاجز المخلوق { أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ } برهانٌ خامس أي أمَّنْ يبدأ خلق الإِنسان ثم يعيده بعد فنائه ؟ قال الزمخشري : كيف قال لهم ذلك وهم منكرون للإِعادة ؟ والجواب أنه قد أُزيحت علَّتُهم بالتمكين من المعرفة والإِقرار ، فلم يبق لهم عذرٌ في الإِنكار { وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ } أي ومن يُنزل عليكم من مطر السماء ، ويُنبتُ لكم من بركات الأرض الزروع والثمار ؟ قال أبو حيان : لما كان إِيجاد بني آدم إنعاماً إليهم وإِحساناً عليهم ، ولا تتم النعمة إلا بالرزق قال { وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي بالمطر { وٱلأَرْضِ } أي بالنبات { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } ؟ أي أإله مع الله يفعل ذلك ؟ { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي أحضروا حجتكم ودليلكم على ما تزعمون إن كنتم صادقين في أنَّ مع الله إلهاً آخر { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } أي هو سبحانه وحده المختص بعلم الغيب ، فلا يعلم أحدٌ من ملك أو بشر الغيب إلا اللهُ علامُ الغيوب قال القرطبي : نزلت في المشركين حين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قيام الساعة { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } ؟ أي وما يدري ولا يشعر الخلائق متى يُبعثون بعد موتهم ؟ { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي هل تتابع وتلاحق علمُ المشركين بالآخرة وأحوالها حتى يسألوا عن الساعة وقيامها ؟ إنهم لا يصدقون بالآخرة فلماذا يسألون عن قيام الساعة ؟ { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا } إضراب عن السابق أي هم شاكون في الآخرة لا يصدّقون بها ولذلك يعاندون ويكابرون { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } أي بل هم في عمَىً عنها ، ليس لهم بصيرةٌ يدركون بها دلائل وقوعها لأن اشتغالهم باللذات النفسانية من شهوة البطن والفرج صيّرهم كالبهائم والأنعام لا يتدبرون ولا يبصرون قال ابن كثير : هم شاكون في وقوعها ووجودها ، بل هم في عماية وجهلٍ كبير في أمرها . البَلاَغَة : تضمنت الآيات وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - الطباق { يُفْسِدُونَ … وَلاَ يُصْلِحُونَ } . 2 - التحضيض { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } أي هلاّ تستغفرون الله . 3 - جناس الاشتقاق { ٱطَّيَّرْنَا … طَائِرُكُمْ } . 4 - المشاكلة { وَمَكَرُواْ … وَمَكَرْنَا } سمَّى تعالى إهلاكهم وتدميرهم مكراً على سبيل المشاكلة . 5 - الطباق { لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } ؟ 6 - الاستفهام التوبيخي { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ؟ 7 - أسلوب التبكيت والتهكم { ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } ؟ 8 - الاستعارة اللطيفة { بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } أي أمام نزول المطر فاستعار اليدين للأمام . 9 - الطباق { يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ } . 10 - الاستعارة { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } استعار العمى للتعامي عن الحق وعدم التفكر والتدبر في آلاء الله . 11 - مراعاة الفواصل مما يزيد في رونق الكلام وجماله ، وله على السمع وقع خاص مثل { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً } ومثل { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } . وأمثاله كثير ، وفي القرآن روائع بيانية يعجز عن التعبير عنها اللسان ، فسبحان من خصَّ نبيَّه الأمي بهذا الكتاب المعجز ! !