Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 28-45)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنَاسَبَة : لما ذكر تعالى قصة نوح وإِبراهيم ، وما فيهما من مواطن العظة والعبرة ، ذكر هنا قصص الأنبياء " لوط ، شعيب ، هود ، صالح " على سبيل الاختصار لبيان عاقبة الله في المكذبين … وكلُّ ذلك لتأكيد ما ورد في صدر السورة الكريمة من أن الابتلاء سنة الحياة ، وأنه من السنن الكونية على مر العصور والدهور . اللغَة : { ٱلْفَاحِشَةَ } الفعلة المتناهية في القبح قال أهل اللغة : الفاحشةُ : القبيح الظاهر قبحه ، وكل فعلٍ زاد في القبح والشناعة فهو فاحشة { نَادِيكُمُ } النادي : المجلس الذي يجتمع فيه القوم للسَّمر أو المشورة أو غيرهما { تَعْثَوْاْ } العُثُوُّ والعُثيُّ أشدُّ الفساد يقال : عثي يعثى ، وعثا يعثو بمعنى واحد { رِجْزاً } عذاباً { جَاثِمِينَ } جثم : إِذا قعد على ركبتيه { سَابِقِينَ } فائتين من عذابنا { أَوْهَنَ } أضعف ، والوهنُ : الضعف . التفسِير : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } أي واذكر رسولنا لوطاً عليه السلام حين قال لقومه { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } أي إِنكم يا معشر القوم لترتكبون الفعلة المتناهية في القبح { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ } أي لم يسبقكم بهذه الشنيعة ، والفعلة القبيحة - وهي اللواطة - أحدٌ من الخلق ، ثم فسر تلك الشنيعة فقال { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ } أي إِنكم لتأتون الذكور في الأدبار وذلك منتهى القذارة والخسَّة قال المفسرون : لم يقدم أحد قبلهم عليها اشمئزازاً منها في طباعهم لإِفراط قبحها حتى أقدم عليها قوم لوط ، ولم ينز ذكرٌ على ذكر قبل قوم لوط { وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } أي وتقطعون الطريق على المارة بالقتل وأخذ المال ، وكانوا قطاع الطريق قال ابن كثير : كانوا يقفون في طريق الناس يقتلونهم ويأخذون أموالهم { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } أي وتفعلون في مجلسكم ومنتداكم ما لا يليق من أنواع المنكرات علناً وجهاراً ، أما كفاكم قبحُ فعلكم حتى ضممتم إِليه قبح الإِظهار ! ؟ قال مجاهد : كانوا يأتون الذكور أمام الملأ يرى بعضهم بعضاً ، وقال ابن عباس : كانوا يحذفون بالحصى من مرَّ بهم مع الفحش في المزاح ، وحل الإِزار ، والصفير وغير ذلك من القبائح { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } أي فما كان ردُّ قومه عليه حين نصحهم وذكّرهم وحذَّرهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } أي إِلا أن قالوا على سبيل الاستهزاء : ائتنا يا لوط بالعذاب الذي تعدنا به { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } أي إن كنت صادقاً فيما تهددنا به من نزول العذاب قال الإِمام الفخر : فإِن قيل إِن الله تعالى قال هٰهنا { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا } وقال في موضع آخر { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ } [ النمل : 56 ] فكيف وجه الجمع بينهما ؟ فنقول : إِن لوطاً كان ثابتاً على الإِرشاد ، مكرراً عليهم النهي والوعيد ، فقالوا أولاً : ائتنا بعذاب الله ، ثم لما كثر منه ذلك ولم يسكت عنهم قالوا أخرجوا آل لوط ، ثم إِن لوطاً لما يئس منهم طلب النصرة من الله { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي قال لوط ربّ أهلكهم وانصرني عليهم فإِنهم سفهاء مفسدون لا يُرجى منهم صلاح وقد أغرقوا في الغيّ والفساد قال الرازي : واعلم أن نبياً من الأنبياء ما طلب هلاك قوم إِلا إِذا علم أن عدمهم خير من وجودهم كما قال نوح { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ } [ نوح : 27 ] فكذلك لوط لما رأى أنهم يفسدون في الحال ، ولا يرجى منهم صلاح في المآل طلب لهم العذاب { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } المراد بالرسل هنا " الملائكة " والبشرى هي تبشير إبراهيم بالولد ، أي لما جاءت الملائكة تبشّر إِبراهيم بغلام حليم { قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } أي جئنا لنهلك قرية قوم لوط { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } أي لأنَّ أهلها ممعنون في الظلم والفساد ، طبيعتهم البغيُ والعناد قال المفسرون : لما دعا لوط على قومه ، استجاب الله دعاءه ، وأرسل ملائكته لإِهلاكهم ، فمرُّوا بطريقهم على إِبراهيم أولاً فبشروه بغلامٍ وذرية صالحة ، ثم أخبروه بما أُرسلوا من أجله ، فجادلهم بشأن ابن أخيه لوط { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً } أي كيف تهلكون أهل القرية وفيهم هذا النبي الصالح " لوط " ؟ { قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا } أي نحن أعلم به وبمن فيها من المؤمنين قال الصاوي : وهذا بعد المجادلة التي تقدمت في سورة هود { يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } [ هود : 74 ] حيث قال لهم : أتهلكون قريةً فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا لا ، إِلى أن قال : أفرأيتم إِن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا لا فقال لهم { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } فأجابوه بقولهم { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا } ثم بشروه بإِنجاء لوط والمؤمنين { لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي سوف ننجيه مع أهله من العذاب ، إِلا امرأته فستكون من الهالكين لأنها كانت تمالئهم على الكفر ، ثم ساروا من عنده فدخلوا على " لوط " في صورة شبان حسان { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } أي ولما دخلوا على لوط حزن بسببهم ، وضاق صدره من مجيئهم لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف ، فخاف عليهم من قومه ، فأعلموه أنهم رسل ربه { وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ } أي لا تخف علينا ولا تحزن بسببنا ، فلن يصل هؤلاء المجرمون إِلينا { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } أي كانت من الهالكين الباقين في العذاب { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } أي منزلون عليهم عذاباً من السماء بسبب فسقهم المستمر قال ابن كثير : وذلك أن جبريل عليه السلام اقتلع قراهم من قرار الأرض ، ثم رفعها إلى عنان السماء ثم قلبها عليهم ، وأرسل عليهم حجارة من سجيل منضود ، وجعل مكانها بحيرةً خبيثةً منتنة ، وجعلهم عبرةً إلى يوم التناد ، وهم من أشد الناس عذاباً يوم المعاد { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً } أي ولقد تركنا من هذه القرية علامةً بينةً واضحة ، هي آثار منازلهم الخربة { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي لقومٍ يتفكرون ويتدبرون ويستعملون عقولهم في الاستبصار والاعتبار ، ثم أخبر تعالى عن قصة شعيب فقال { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً } أي وأرسلنا إلى قوم مدين أخاهم شعيباً { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ } أي فقال لقومه ناصحاً ومذكراً : يا قوم وحّدوا الله وخافوا عقابه الشديد في اليوم الآخر { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } أي لا تسعوا بالإِفساد في الأرض بأنواع البغي والعدوان { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي فكذبوا رسولهم شعيباً فأهلكهم الله برجفةٍ عظيمة مدمرة زلزلت عليهم بلادهم ، وصيحة هائلة أخرجت القلوب من حناجرها { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } أي فأصبحوا هلكى باركين على الركب ميتين { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } أي وأهلكنا عاداً وثمود ، وقد ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم بالحجاز واليمن آيتنا في هلاكهم أفلا تعتبرون ؟ { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أي وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة من الكفر والمعاصي حتى رأوها حسنة { فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } أي فمنعهم عن طريق الحق ، وكانوا عقلاء متمكنين من النظر والاستدلال ، لكنهم لم يفعلوا تكبراً وعناداً { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } أي وأهلكنا كذلك الجبابرة الظالمين ، { قَارُونَ } صاحب الكنوز الكثيرة { وَفِرْعَوْنَ } صاحب الملك والسلطان ، ووزيره { وَهَامَانَ } الذي كان يُعينُه على الظلم والطغيان { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي ولقد جاءهم موسى بالحجج الباهرة ، والآيات الظاهرة { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي فاستكبروا عن عبادة الله وطاعة رسوله { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } أي وما كانوا ليفلتوا من عذابنا قال الطبري : أي ما كانوا ليفوتونا بل كنا مقتدرين عليهم { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ } أي فكلاً من هؤلاء المجرمين أهلكناه بسبب ذنبه وعاقبناه بجنايته قال ابن كثير : أي وكانت عقوبته بما يناسبه { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } أي ريحاً عاصفة مدمرة فيها حصباء " حجارة " كقوم لوط { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } أي ومنهم من أخذته صيحةُ العذاب مع الرجفة كثمود { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } أي خسفنا به وبأملاكه الأرض حتى غاب فيها كقارون وأصحابه { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } أي أهلكناه بالغرق كقوم نوح وفرعون وجنده { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي وما كان الله ليعذبهم من غير ذنب فيكون لهم ظالماً { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي ولكن ظلموا أنفسهم فاستحقوا العذاب والدمار ، ثم ضرب تعالى مثلاً للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله فقال { مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً } أي مثل الذين اتخذوا من دون الله أصناماً يعبدونها في اعتمادهم عليها ورجائهم نفعها كمثل العنكبوت في اتخاذها بيتاً لا يغني عنها في حر ولا برد ، ولا مطر ولا أذى قال القرطبي : هذا مثل ضربه الله سبحانه لمن اتخذ من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضره ، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حراً ولا برداً { وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي وإِن أضعف البيوت لبيتُ العنكبوت لتفاهته وحقارته ، لو كانوا يعلمون أن هذا مثلهم ما عبدوها { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } أي هو تعالى عالم بما عبدوه من دونه لا يخفى عليه ذلك ، وسيجازيهم على كفرهم { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي وهو جل وعلا العزيز في ملكه ، الحكيم في صنعه { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ } أي وتلك الأمثال نبينها للناس في القرآن لتقريبها إلى أذهانهم { وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } أي وما يدركها ويفهمها إِلا العالمون الراسخون ، الذين يعقلون عن الله عز وجل مراده { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } أي خلقهما بالحق الثابت لا على وجه العبث واللعب { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } أي إِن في خلقهما بذلك الشكل البديع ، والصنع المحكم لعلامة ودلالة للمصدقين بوجود الله ووحدانيته { ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } أي اقرأ يا محمد هذا القرآن المجيد الذي أوحاه إِليك ربك ، وتقرّب إِليه بتلاوته وترداده ، لأن فيه محاسن الآداب ومكارم الأخلاق { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أي دم على إِقامتها بأركانها وشروطها وآدابها فإِنها عماد الدين { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } أي إِنَّ الصلاة الجامعة لشروطها وآدابها ، المستوفية لخشوعها وأحكامها ، إِذا أداها المصلي كما ينبغي ، وكان خاشعاً في صلاته ، متذكراً لعظمة ربه ، متدبراً لما يتلو ، نهته عن الفواحش والمنكرات { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } أي ولذكر الله أكبر من كل شيء في الدنيا ، وهو أن تتذكر عظمته وجلاله ، وتذكره في صلاتك وفي بيعك وشرائك ، وفي أمور حياتك ولا تغفل عنه في جميع شؤونك { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } أي يعلم جميع أعمالكم وأفعالكم فيجازيكم عليها أحسن المجازاة ، قال أبو العالية : إن الصلاة فيها ثلاث خصال : الإِخلاص ، والخشية ، وذكر الله ؛ فالإِخلاص يأمره بالمعروف ، والخشية تنهاه عن المنكر ، وذكر الله - القرآن - يأمره وينهاه فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة . البَلاَغَة : تضمنت الآيات وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - التأكيد بعده مؤكدات والاطناب بتكرار الفعل تهجيناً لعملهم القبيح وتوبيخاً { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ … أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ } الآية . 2 - الاستهزاء والسخرية { ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } وجواب الشرط محذوف دل عليه السابق أي إِن كنت صادقاً فائتنا به . 3 - التنكير لإِفادة التهويل { رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي رجزاً عظيماً هائلاً . 4 - تقديم المفعول للعناية والاهتمام ، والإِجمال ثم التفصيل { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } الخ . 5 - التشبيه التمثيلي { مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً } شبَّه الله الكافرين في عبادتهم للأصنام بالعنكبوت في بنائها بيتاً ضعيفاً واهياً يتهاوى من هبة نسيم أو من نفخة فم ، وسمي تمثيلياً لأن وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد . 6 - توافق الفواصل في الحرف الأخير وما فيه من جرس عذب بديع مثل { ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ … إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } ومثل { وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ } ومثل { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ … آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } الخ وهو من خصائص القرآن . تنبيه : أفادت الآية أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وقد ثبت " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له : إِن فلاناً يصلي الليل فاذا أصبح سرق فقال : " ستمنعه صلاته " رواه البزار ، يريد عليه السلام أن الصلاة إذا كانت على الوجه الأكمل ، تنهى صاحبها عن الفحشاء ، ولا تزيده بعداً بل تزيده قرباً .